- Home
- Media Center
University Journal
أحيانًا عندما يريد أحد وصف أي فعل همجي؛ يشبهه بأفعال الحيوانات، ولكن ما لا يعرفه البعض أن مملكة الحيوان لا تسير الأمور فيها سيرًا عشوائيًّا أو همجيًّا، بل إنه كون منظم في أغلب نشاطاته اليومية، مثل طرق الحصول على الطعام، والترحال، وبناء البيوت، وحتى مراسم الزواج، وطقوس التودد.
الحيوانات لا تقبل على التزاوج إقبالًا عشوائيًّا، ولا أنثى الحيوان تمنح الذكر نفسها بسهولة، فهناك مواسم تزاوج، وهناك أيضًا مجهود يجب أن يبذله الذكر حتى ينال رضا الأنثى.
بعض الحيوانات لا تتكلف في طقوس الزواج الخاصة بها، ولكن البعض الآخر يجد أن الأمر يجب أن يشوبه بعض المرح والتسلية، وأحيانًا المنافسة. وإليكم في هذا التقرير بعض من أغرب طقوس التودد والتزاوج في مملكة الحيوانات.
1- طيور الحب ورقصة التودد
إذا كان على الذكر عادةً إبهار الأنثى بقوته؛ فماذا يفعل طائر صغير، خفيف الوزن لا يقدر على إيذاء قطة؟! الإجابة يمنحها لنا طائر الـ«ماناكين» الرشيق.
في موسم تزاوج هذا الطائر، يجتمع الذكور على أفرع متعددة من الشجر، وعلى مرأى من إناث الماناكين، ويبدؤون رقصة الحب، حين يقدم كل منهم رقصةً تشبه رقصة الـ«MoonWalk»، والراقص الأفضل –من وجهة نظر الأنثى- سيكون هو الفائز بقلبها، ويجتمعان في عش واحد للتزاوج.
2- الينفوخ.. لو لم يكن هذا حبًّا فماذا يكون؟!
منذ سنوات وجد بعض الغطاسين رسومًا غامضةً في رمال قاع المحيط، هذه الرسوم الدقيقة تجعلك تشك أن هناك بعض الكائنات الفضائية تعيش في البحار وتتمتع بذكاء عالٍ، ولكن مؤخرًا عُرف معنى هذه الرسوم وغرضها.
ذكر سمك الـينفوخ أو الـPuffer Fish يعلم أن إرضاء الأنثى ليس صعبًا؛ ولكنه يحتاج بعض الصبر فقط، فقرر أن يتودد إليها بطريقة فنية صبورة؛ حين يقضي ما يقرب من ستة أسابيع يرسم بجسده في رمال قاع المحيط؛ دوائر فنية ودقيقة كأي متخصص «ديكورات» محترف، وهو مدرك أن ستة أسابيع من المجهود المضني، سيكون ثمارها ثواني قليلة فقط من ممارسة الحب.
3- أفعى الرباط..هل تحبها إذًا قاتل من أجلها!
هل تظن أن حبيبتك يصعب الوصول إليها؟ راجع نفسك بعد أن تتعرف إلى معاناة أفعى الرباط أو الـGarter snake. في موسم التزاوج من كل عام، تخرج أنثى الرباط من مكمنها، وتنشر في الهواء الطلق فرمون التزاوج من جسدها، والذي يصل إلى أنف كل ذكر يتواجد في المنطقة المحيطة بها، ثم تبدأ المطاردة.
مُهتديًا بالرائحة؛ يسعى كل ذكر من ذكور ثعبان الرباط إلى مكان الأنثى، وعندما يصل أحد الذكور ربما يجد أن هناك بعض الذكور سبقوه، وبالفعل التفوا حول جسد الأنثى، ولكن هل هذا سيمنعه؟!
بالطبع لا! سينضم إليهم، وعندما يصل المزيد من الذكور بالعشرات، ينضمون إلى الحفل القتالي، والغرض من هذا القتال حول جسد الأنثى، هو الوصول إليها، وأول من يصل إليها ويتمكن منها يكون هو الفائز، ولكن هذا لا يبعد الذكور الآخرين أيضًا، لترى كرة كبيرة من الثعابين تلتف حول بعضها في حفل قتالي؛ أطلق عليه علماء الحيوان اسم «كرة التزاوج».
4- عنكبوت الطاووس.. الجانب المُبهج للعناكب
مرضى الـArachnophobia أو الخوف من المفصليات ربما عليهم أن يمتنعوا عن هذه الفقرة. العنكبوت كائن مُقبض مخيف للكثيرين، ومن الصعب أن تجد له محبين، فهو بكل الأحوال ليس كائنًا أليفًا، ولكن ليست كل العناكب مخيفة المنظر أو سيئة الطباع، هناك عنكبوت الطاووس الذي يطلعك على جانب مبهج في فصائل العناكب، فهو ملون، وعاطفي، وخفيف الظل.
في موسم التزاوج وبطقوس حضارية وهادئة، يبدأ ذكر عنكبوت الطاووس بإظهار ريشه الملون والمزركش حتى يبهر الأنثى، وبعد ذلك يقدم كل من العناكب الذكور عرضًا استعراضيًّا راقصًا لنيل رضا الأنثى، والعنكبوت الأجمل والأكثر رشاقة يفوز بقلبها ويتزوجها.
5- طائر الفرقاط.. قلوب حمراء وإغراء
الهدايا والملصقات التي على شكل قلب أحمر، والتي يستخدمها البشر من أجل التودد أو التعبير عن الحب؛ ليست من ابتكار الإنسان، فهناك من سبقه في هذا المجال، وتميز فيه بقوة، وهو طائر الفرقاط أو الـFrigatebirds.
في موسم التزاوج تنتظر الأنثى عرض الإغراء الذي يقدمه ذكر الفرقاط، هذا الطائر الأسود ذو الرقبة حمراء اللون، حين يأتي موسم التزاوج يدرك أن عليه تقديم قلبه إلى الأنثى حتى ترضى عنه وتتزوجه، ودليلًا على حبه وتقديم قلبه لها، ينفخ الطائر رقبته بقوة حتى تتحول إلى ما هو أشبه بقلب أحمر كبير، والذكر صاحب القلب الأكبر يكون الفائز بالزيجة.
6- سمك أبو الشص.. حين يجعلكما الحب كيانًا واحدًا.. حرفيًّا
في عالم الحيوان هناك بعض الذكور يضحون بحياتهم من أجل التزاوج، بعضهم يموت بمجرد أن تنتهي طقوس التزاوج، وبعضهم يموت قبل الوصول إلى الأنثى، ولكن في حالة سمك أبو الشص أو الـAngler fish الأمر يختلف بعض الشيء.
أنثى سمك أبو الشص أكبر حجمًا من الذكر، ولهما طريقة غريبة في التزاوج. يقترب الذكر من جسد الأنثى ويلتصق بها وكأنه إحدى زعانفها، ويبدأ في اختراق جسدها، ومع كل جزء يخترقه الذكر في جسد الأنثى، يذوب جسده ويمتزج مع جسدها ويفنى فيها حتى يتحولا إلى كائن واحد حرفيًّا، وبهذه الطريقة تنتقل بذور التزاوج داخل السمكة الأنثى.
7- قرود البونوبو.. الحب مقابل السلام
هل تشعر بالملل أو الغضب أو الرغبة في الشجار؟ نعم! إذن هيا نتزاوج! هذا هو مبدأ قرود البونوبو في الزواج.
عادات القرود في التزاوج والتودد تختلف بعض الشيء عن باقي مملكة الحيوان، وخاصةً قرد البونوبو، فالقرد من هذه الفصيلة لا يرتبط تزاوجه بموسم معين، أو من أجل التكاثر ورغبة البقاء؛ بل التزاوج لديه ترتبط طقوسه بأكثر من غرض.
رغبة تلك القرود في التزاوج طوال الوقت، جعلت من الجماع عملةً مهمةً تحل جميع المشاكل بينهم، فإذا كنت تريد مشاركة أحد الطعام فلتتزاوج معه، وعندما يحدث شجار بالطبع سيكون حله هو التزاوج أيضًا، ولأن القرود تتشابه مع البشر فيما يزيد على 90% من الحمض النووي، فإن مظاهر التزاوج بين قرود البونوبو والبشر متماثلة لدرجة غريبة ومثيرة للاهتمام.
8- الحرب من أجل الحب عند الديدان المُسطحة
من سيفرض سيطرته هو الأقوى وصاحب القرار الأخير، تلك الفكرة ليست في عالم الإنسان فقط، ولكن لها معنى أيضًا لدى الديدان المُسطحة أو الـFlatworm، فهي تخوض معركة الحب قبل الزواج، والفائز في هذه المعركة سيكون الذكر.
الدودة المسطحة خنثى، لديها الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي، وحين يأتي وقت التزاوج، يتبارز الاثنان بعد أن يتحول جهازها التناسلي الذكري إلى ما يشبه السيف، وتنتهي المبارزة عندما ينجح أحدهما بطعن الآخر في جسده، وبهذا يقوم الفائز بدور الذكر، والخاسر بدور الأنثى.
9- الموت مقابل الحب.. تضحية ذكر نحل العسل
البعض منا يعرف أن النحلة تموت بعد أن تلدغ البشر، ولكن ربما ما لا يعرفه الكثير، أن حياة ذكر النحل معرضة لخطر الموت المؤكد حينما يقرر التزاوج مع ملكة النحل.
الطريقة التي يتزاوج بها نحل العسل طريقة غريبة ومعقدة. في البداية تكون ملكة النحل في مكان مخصص لها في الخلية تتغذى فيه جيدًا حتى تنضج وتصبح جاهزة للتكاثر، والملكة هي التي تستطيع أن تعيش حتى تصل إلى سن النضج دون أن تُقتل على يد أخريات من المنافسات لها على منصب ملكة النحل.
وبعد أن يقع الاختيار على الملكة المنتظرة، يبدأ الذكور المؤهلين للتزاوج بالقتال من أجلها، والغريب في الأمر أن صراع هؤلاء الذكور على زواج الملكة لا يجعل من الفائز محظوظًا، لأن الذكر الذي يعاشر المرأة؛ ينفجر جهازه التناسلي بعد طقوس الجماع، ويقع قتيلًا.
10- فرس النهر.. الحب «القذر» حرفيًّا
بعض طقوس التزاوج في عالم الحيوان لا تنتمي إلى الأجواء الحالمة الراقصة مثل الطيور، أو مبارزة الفرسان مثل الدودة المُسطحة، أو حتى رومانسية مثل طائر الفرقاط، فحينما يصل الأمر إلى حيوان فرس النهر، فالتودد يتميز بالقذارة حرفيًّا.
عندما يأتي موسم التزواج، ويرى ذكر فرس النهر أنثى يرغب في الزواج منها، يستجمع كل شجاعته وقوته، ويبدأ في رشها بالبول، فتشعر الأنثى بالإطراء الشديد، وتمنحه قلبها وتقبل بزواجه إلا إذا جاء ذكر آخر بكميات أكبر من البول.