- Home
- Media Center
University Journal
يتناقل مستخدمو الواتس أب رسالة تحمل توصية بإعطاء الشخص الذي يشعر بالغضب أو الزعل شيئا من السكر، وذلك لحمايته من الإصابة بالسكري، فهل هذا الكلام صحيح؟
وتقول التوصية إنه "عند تعرض الشخص للفزع فيجب إعطاؤه سكر أو عسل أو تمر، لأن الكبد وقت الخوف يعجز عن إفراز الإنسولين ويقوم الجسم بحرق السكر كاملا في الدم، ولذلك يجب أكل السكر حتى لا يصاب الشخص بالسكري وخاصة الأطفال".
ولنبدأ بالمغالطات في هذه التوصية، فأولا الإنسولين لا يفرز في الكبد، بل في البنكرياس. وثانيا فليس مفهوما ولا صحيحا العلاقة بين حرق السكر وقت الغضب والإصابة بالسكري، وما علاقة ذلك بالأطفال!
أما الحقيقة فهي التالي:
عند مرور الشخص بغضب أو توتر فإن هذا قد يؤثر عليه، ويشمل ذلك مستوى السكر في الدم وضغط الدم، ولذلك فإنه قد يكون ملائما إعطاء الشخص بعض السكر أو شراب حلو إذا كان من النوع الذي ينخفض لديه سكر الدم وقت الغضب.
لا يوجد علاقة بين الغضب والزعل وإصابة الشخص بالسكري.
ولتوضيح النقطة الثانية فإن السكري نوعان: السكري من النوع الأول ويحدث هذا النوع نتيجة عدم إنتاج البنكرياس للإنسولين، وذلك نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لخلايا بيتا في البنكرياس المنتجة للإنسولين وتدميرها. ويطلق عليه أيضا اسم السكري المعتمد على الإنسولين وسكري اليافعين.
وبالنسبة للسكري من النوع الأول الذي يصيب الطفل فصحيح أنه قد يظهر عليه أعراض السكري بعد تعرض الطفل لصدمة نفسية أو ظرف صعب مثل حادث أو طلاق الوالدين، ولكن هذه الصدمة لا تؤدي للإصابة بالمرض، بل هي تسرع ظهوره، ولكن عاجلا أم آجلا كان المرض سيظهر على الطفل.
إذ يعتقد أن عملية مهاجمة جهاز المناعة للبنكرياس -في السكري من النوع الأول- تبدأ منذ وقت مبكر في حياة الطفل، وتستمر لسنوات حتى تظهر الأعراض في مرحلة الطفولة أو المراهقة. والسكري من النوع الأول قد يكون وراثيا، أي أنه يظهر في عائلات معينة.
أما السكري من النوع الثاني فيحدث بسبب مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الإنسولين أو عدم كفاية كمية الإنسولين في البنكرياس، وذلك نتيجة لعدة عوامل أهمها زيادة الوزن وقلة النشاط البدني، وأيضا الوراثة، ولا علاقة له بالغضب أو الزعل. ويطلق عليه أيضا اسم السكري غير المعتمد على الإنسولين وسكري البالغين.