- Home
- Media Center
University Journal
تستخدم الفنانة اليمنية أحلام ناصر البن المطحون في الرسم مستوحية أعمالًا فنية مُبهرة من الثقافة التقليدية العريقة للبن اليمني وذلك بهدف تطوير موهبتها الفنية وإيجاد مصدر دخل بعد أن فقدت وظيفتها بسبب الصراع المحتدم في اليمن والوضع الراهن.
وترسم بالبن على القماش أو الصحون البيضاء. وقالت وهي تشير إلى إحدى لوحاتها: "هذه اللوحة رسمتها عن معاناة شعب كامل، عن معاناة الحرب، طبعا استخدمت فيها الزجاج واستخدمت فيها اللون الأحمر والأسود، واستخدمت القهوة، على أساس أننا شعب مجروح بسبب الحرب وأن الإنسان لا يستطيع حقًا أن يخرج من دوامة الحرب، أتمنى أن تنتهي الحرب".
وكانت أحلام تعمل مترجمة في منظمات غير حكومية من قبل، لكن مع تقلص فرص العمل في بلدها وضيق ذات اليد بسبب الحرب والوضع الراهن بدأت تعتمد على الفن كوسيلة لكسب الرزق. وقالت لرويترز: "أنا خريجة لغات قسم ترجمة وكنت أشتغل بمنظمات، لكن بالوضع الراهن لا يوجد عمل، وبدأت أرسم بالقهوة وبدأت أجدها مصدر رزق وأتكسب منها". وأضافت "بدأت أرسم بورتريهات على حسب طلب الشخص، وهذا الرسم الشخصي بدأ يلاقي رواجا أكثر من الرسومات الثانية".
وساهم انبهار اليمنيين بأعمال أحلام في تشجيعها على الاستمرار في عملها الفني والتوسع فيه لتطويره، فأحلام شغوفة بالفن منذ طفولتها، وتميل إلى الفن التشكيلي كونه يعبر عن فكرتها ويعطيها مجالًا أوسع للرسم بحرية، لكنها بدأت في الآونة الأخيرة في ابتكار رسوم للوجوه والأشخاص لأن هذه الرسوم تُطلب منها أكثر من غيرها.
وأسهم استخدام أحلام للبُن اليمني في رسومها في زيادة الإقبال على أعمالها الفنية، نظرًا لأن القهوة جزء من التراث اليمني المعروف. وقالت: "اخترت القهوة لأنها تعبر عن هويتنا كيمنيين، وجدت القهوة أنسب طريقة لأبدأ أرسم بها، ومن الممكن أن تندرج لأي مدرسة أو فنون تشكيلية، فبحثت خلطات ممكن أن تثبت القهوة فيها فوجدت خلطة سرية خاصه بي والرسمة نفسها تثبت لمدة طويلة".
ويعود إنتاج البن في اليمن إلى قرون مضت، وعادة ما ينتقي المزارعون حبوبه يدويا قبل تجفيفها في الشمس ليصبح طعمها مميزًا. وأصبح البن اليمني الآن أعلى سعرًا بسبب الحصار في البلاد ونقص المواد البترولية التي تستخدم في عمليات ري مزارعه وتحميص حبوبه.
وتريد أحلام أن توصل من خلال أعمالها الفنية رسالة تدعو للسلام وتعكس هوية بلدها في آن واحد.
وقال أحد أقارب أحلام إنها "تميزت برسوماتها ومما زاد تميزها هذا أنها اختارت البن اليمني العريق، الأمر الذي جعل الناس يندفعون لها لطلب الرسومات لأن البن اليمني يعتبر تاريخا وهوية ويعبر عن هويتنا اليمنية".