- Home
- Media Center
University Journal
كشف تقرير حديث صدر عن مؤسسة هوتسويت (Hootsuite) الكندية بشأن ن واقع العالم الرقمي للعام 2019 عن أرقام مثيرة للاهتمام، من أبرزها أن ثمة فارقا كبيرا في مدة استخدام الإنترنت على الهواتف المحمولة بين الدول النامية (ومنها الدول العربية) والدول المتقدمة، فالأولى تفوق الثانية بأكثر من ساعة ونصف يوميا على الأقل، وذلك بالنسبة للفئة العمرية 16-64 عاما.
فمتوسط مدة تصفح المستخدم في السعودية للإنترنت على الجوال يصل إلى أربع ساعات و14 دقيقة، وفي مصر إلى ثلاث ساعات و55 دقيقة، وفي الإمارات إلى ثلاث ساعات و53 دقيقة، وأما في المغرب فتبلغ المدة ثلاث ساعات و31 دقيقة؛ وهذه الأرقام كلها تفوق المتوسط العالمي المحدد في ثلاث ساعات و22 دقيقة.
في المقابل، فإن من الدول المتقدمة ما يقل فيها معدل استخدام الإنترنت على الهواتف المحمولة عن المتوسط العالمي بشكل كبير، ففي اليابان نجد ساعة و32 دقيقة، وفي ألمانيا ساعة و52 دقيقة، وفي بلجيكا ساعة و55 دقيقة، وفي الدانمارك ساعة و58 دقيقة.
اختلافات ثقافية
ويرجع أستاذ علم الاجتماع الاقتصادي في جامعة قطر الشاذلي بيه شطي هذا الفارق الشاسع في مدة استخدام الإنترنت بين العرب والغرب، إلى اختلافات ثقافية تتصل بالعلاقة مع الوقت، وطبيعة العلاقات الاجتماعية.
يقول شطي في تصريح للجزيرة نت إن مستخدمي الإنترنت في الدول الغربية أصبح لديهم وعي رقمي اكتسبوه مع مرور الزمن، ويتجلى في القناعة بعدم هدر الوقت لأن الأخير ثمين ولا يعوض، وأصبحوا ينفقون أوقاتهم بالقدر الذي يعود عليهم بمردود مادي أو اقتصادي، وقد أسهمت المؤسسات الإعلامية والتعليمية في تكريس هذا الوعي والتحذير من خطورة الإفراط في الإقبال على الإنترنت.
في المقابل، فإن ثمة عوامل عديدة تفسر لماذا ينفق العرب وقتا أكثر على هواتفهم لتصفح الإنترنت ومواقع التواصل، ومنها ضعف ثقافة العمل ووجود مشاكل في كيفية الاستخدام العقلاني للوقت.
العلاقات الاجتماعية
غير أن الأستاذ الجامعي ينبه إلى أن الأرقام المذكورة سابقا ليست سلبية بالضرورة، فالحضور القوي للعلاقات الاجتماعية لا يزال بارزا في المنطقة العربية، وهو ما يتجلى في استخدام فئات واسعة لتطبيقات الجوال للتحدث مع ذويهم، سواء كان المستخدم في البلدان العربية نفسها أو في بلدان المهجر، وهو أمر يقلّ بشكل واضح في الدول الغربية.
في المقابل، ينبه أستاذ علم الاجتماع الاقتصادي إلى أنه كلما زاد وقت فراغ الشباب العربي زاد إقباله على شبكات التواصل الاجتماعي، وبالتالي فقد أصبحت هذه المواقع وسيلة بيد الشباب لمواجهة معضلة البطالة مثلا، والتواصل بين الجنسين في ظل الطابع المحافظ للمجتمعات العربية.
وبحسب التقرير المسمى "ديجيتال 2020 غلوبل ريبورت" (Digital2020Global Report)، فإن الأجهزة المحمولة تستحوذ على أكثر من نصف الوقت الذي خصصه المستخدمون لاستهلاك الإنترنت في العام الماضي، ومثل استعمال تطبيقات الهواتف أكثر من 90% من الوقت الذي يخصصه المستخدمون في العالم للإنترنت، واستحوذت مواقع التواصل على أزيد من نصف الوقت الذي يقضيه مستخدمو الإنترنت على هواتفهم.
وبلغ متوسط المدة التي يقضيها مستخدمو الإنترنت في العالم في مواقع التواصل الاجتماعي ساعتين و24 دقيقة، من أصل ست ساعات و43 دقيقة تخصص يوميا للإنترنت.
خلاف السائد
وبخلاف الاعتقاد السائد، فإن 43% من رواد شبكات التواصل في العالم يستخدمونها لأغراض مرتبطة بالعمل، وترتفع النسبة في بعض الدول العربية إلى 45% في الإمارات، و50% في السعودية ومصر.
وبينما يصل المتوسط العالمي لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساعتين و24 دقيقة كل يوم، فإن المدة ترتفع في السعودية إلى ثلاث ساعات ودقيقتين، وفي مصر تناهز ساعتين و57 دقيقة، وتصل في الإمارات إلى ساعتين و57 دقيقة، وفي المغرب إلى ساعتين و25 دقيقة.
في حين تنخفض المدة إلى 45 دقيقة في اليابان، وساعة و13 دقيقة في كوريا الجنوبية، وساعة و18 دقيقة في سويسرا، وساعة و19 دقيقة في كل من هولندا وألمانيا.
وبلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم 3.8 مليارات العام الماضي، إذ زاد عددهم بنسبة 9.2%. ويمثل رواد مواقع التواصل في منطقة شمال أفريقيا 39% من إجمالي سكان المنطقة، في حين تصل النسبة في غرب آسيا -حيث دول الشرق الأوسط- إلى 56%.
نسب لافتة
غير أن هذه النسبة العامة تخفي في طياتها تفاوتا بين الدول العربية، ففي الإمارات شكل رواد مواقع التواصل 99% من سكان البلاد، وفي السعودية تنخفض النسبة إلى 72%، بالمقابل فإن النسبة تنخفض كثيرا في دول أخرى مثل المغرب (49%) ومصر (41%)، علما بأن المتوسط في العالم هو 49%.
وحافظ فيسبوك على صدارة مواقع التواصل في العالم عام 2019 بـ2.449 مليار مستخدم، تلاه يوتيوب بملياري مستخدم، ثم واتساب بمليار و600 مليون، ثم فيسبوك ماسنجر بمليار و300 مليون، وفي المرتبة الخامسة موقع ويشات بمليار و151 مليونا، ثم إنستغرام في المرتبة السادسة بمليار مستخدم؛ في بالمقابل احتل موقع تويتر المرتبة 14 عالميا بـ340 مليون مستخدم.