- Home
- Media Center
University Journal
![](https://qau.edu.ye/upimages/journal/QAU2025-02-10-734973.jpg.webp)
الجزء الأخير:
- بماذا نجحت بالضبط؟
نجحت في إعادة المعهد إلى سابق عهدة كذراع للدولة في التنمية الحقيقة، أعدت هيكلته تقريبا أعدت نظام الابتعاث وإرسال طلابه إلى الخارج للدراسات العليا، أعدت علاقاته بالمنظمات الدولية، أعدت الدعم المخصص له أشياء كثيرة استطعت تحقيقها.
- وماذا عن الفساد؟
جففنا منابع الفساد، وتستطيع أن تذهب وتتحقق من ذلك لكن يبدو أن دورة التجفيف تحتاج الى أكثر من مرة حتى تنتهي.
- ماذا عن شكوى البعض طلاب ومدرسين من تعاملك الحاد؟
بالعكس، وطبيعي تجد الشكوى من الطلاب، خصوصا وأن أي طالب يريد أن يميع الأمور كما يريد هو ولمصلحته، ولا أخفيك عندما وصلت المعهد كان عبارة عن دار رعاية اجتماعية مفتوحة لمنتسبين من الموظفين يأتون إليه لاستلام رواتبهم فحسب، وهذه إحدى مظاهر الفساد والإفساد التي يقاومها الناس.
- ماذا عن الوساطة والمحسوبية في عملية القبول والتسجيل للطلاب؟
هذا غير موجود على الأقل في حدود معرفتي؛ لأن الشكوى هي ان العميدة لا تقبل الوساطة، اما إذا كان الطالب يتيما وإنسانا جيدا فأنا من يتوسط له، لكن عندما يأتي لي ابن مسؤول برلماني أو وزير يريد أن يكون هو قبل الآخرين وفوق القانون، فلا يجوز، لهذا تعاملي مع الناس تعاملا واحدا، فأقول لهم تفضلوا ادخلوا امتحنوا لكن الوساطة ممنوعة. ابن الوزير والغفير يفصل بينهما ميزان العدالة وتكافؤ الفرص، وحتى الآن لا أحد يريد ان يفهم بان المعهد للتدريب وليس لدراسة الدبلومات التي أصبحت من مهام كليات المجتمع اما المعهد فان دوره هو النهوض بالأداء الإداري لقيادات وموظفي الدولة.
- ماذا عن عملية الغش في الاختبارات؟
من قال ذلك؟ انا أظنك تفترض وتخمن لأنك حولت هذه المؤسسة الى ما تعتقده في رأيك وهي أننا مجرد معهد دون أن تعرف تاريخ هذا المعهد ومستواه. وأظن هذا ما يعتقده الآخرون! وهنا أسألك: هل تعرف مدرسة للإدارة اسمها مدرسة الإدارة في فرنسا او المانيا او الرياض او ماليزيا التي تتطلب عنها دولها بكل احترام؟ هذا هو ما يشبه المعهد الوطني او ما يجب ان يكونه "بيت خبرة للإدارة" في اليمن وليس كلية مجتمع وليس جامعة، فمستواه فوق الاثنين.
- الحديث عن الغش جاء من أحاديث الأوساط الطلابية، والواقع الذي لا يبرئ منظومة التعليم منه؟
عليك أن تثبت ذلك. وإذا ثبت سنتأكد من الشخص الذي قام بعملية الغش ولن نتردد في محاسبته أيا كان، لكن نحن أحدثنا تغيير في هيئة القبول والتسجيل وفي الكثير من إدارات العموم عبر إتاحة الفرصة لمدراء عموم جدد كذلك الفرصة لتعيينات إدارية للأساتذة والدكاترة الذين همشوا او اللذين كانوا مهمشين فأصبحوا يشغلون الدوائر كلها، والأهم من هذا كله إننا أيضا رتبنا عملية التسجيل وحفظ الوثائق ورصد الدرجات الكترونيا وهو ما أضيف إلى المعهد حديثا.
- وماذا عن نسبة النساء المنخفضة؟
حسب الموجود، كان لدينا امرأة بدرجة مدير عام، لكن لسوء حظها في التغيير أننا احتجنا لشهادات ومؤهلات أعلى لم تكن لديها، والآن هناك عدد من النساء يشغلن مناصب نواب مراكز، وعددهن ثلاث تقريبا من إجمالي سبع منهن اثنتان في مجالات قيادية. وقد التحق بالمعهد مؤخرا عددا من حملة الشهادات العلياء سيتم اتاحة الفرصة لهن عند اول تغيير.
- ماذا عن انتمائك السياسي... هل هو للمؤتمر الشعبي الحاكم؟
حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم هو مظلة وليس حزبا، وأنا حزبي اليمن، وكثيرا ما تجد أن المعارضة والسلطة يستفزان من بعض أطروحاتي، لكن في النهاية، لا بد من الصراحة مع النفس ومع الآخرين.
- لكن المعهد الذي تشغلين عمادته يصنف لحزب المؤتمر، وهناك ثمة من يقول أن إعطاءك عمادته كان من باب المكافأة لدورك النشط في هذا الحزب الحاكم؟
بالعكس، الاحزاب السياسية اليمنية كلها موجودة داخل المعهد إلا حزب المؤتمر، ولا يكاد يوجد من يمثله من يمثله إلا أنا تقريبا أو اثنين آخرين محسوبين عليه، لكن مع ذلك معيارنا في التعامل هو الكفاءة حتى الآن وهذا ما يضايق من يعيشون على المزاجية.
- يعني أنت مؤتمرية؟
(تضحك) إذا كنت محسوبة على المؤتمر فلا يوجد غيري.
- وسط زحمة اهتماماتك وانشغالاتك هل تعتقدين إنك كنت اما مثالية؟
لا اعتقد أنني خرجت عن إطار عملي الأساسي كأم وزوجة وكامرأة يمنية بالدرجة الأولى، المسؤوليات هذه بالنسبة لي ثانوية، وأعتقد أنه بالتدبير والتنظيم للوقت يستطيع المرء أن يفعل كل شيء في نفس الوقت أولادي عاشوا معي فترة كفاحي وتعليمي وعاشوا معي كأصدقاء وزاملوني في مختلف مراحل حياتي كذلك زوجي لم يتركني في جميع مراحل حياتي ودعمني بكل ما لديه من إمكانيات وذا كان هناك من شخص يحسب له نجاحي فإنه هو.
- بالنسبة لعملك كرئيس لجامعة أروى الأهلية الخاصة بك؟
هذه مرحلة وانتهت الآن اشغل رئيس مجلس الأمناء فيها بالانتخاب، ولم اعد رئيسة للجامعة، وعملي يقتصر على إقرار السياسة العامة فقط، بينما رئيس الجامعة شخص متفرغ للجامعة، لكن انا التي أسستها ودفعت فيها كل ما أملك من مال وصحة وسهر وصبر.
- كم كان رأس مالك؟
كان رأس مالي الحقيقي هو عقلي وتجربتي ومبالغ لم تدفع مرة واحدة لكنها لازالت تدفع؛ فالعمل في التعليم يقتضي ان يدور رأس المال لتطوير العملية التعليمية وأدواتها، وقد بدأنا برأس مال بسيط يتراوح بين 40 إلى 50 الف دولار، يضاف اليه كل عام كي نعمل على التوسع والتطوير، وميزة الجامعة والمؤسسين فيها انه لا يستلم أحد رواتب جميعنا كمؤسسين يعمل بدون مقابل حتى نستكمل بناء الجامعة.
- جاءت فكرتها ممن؟
أنا صاحبة الفكرة فمن خلال عملي في جامعة صنعاء رأيت أننا لا نستطيع إدخال أي برامج تأهيل جديدة فنخن نعمل وفق النظام الأكاديمي التقليدي العربي، ونحتاج ربما لعشر سنوات حتى نقوم بتغيير مغردة تربوية، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس جامعة أهلية على أساس التغيير والمنافسة وليس الربح، بالإضافة إلى أنه من خلال عضويتي في اللجنة العامة لليونسكو تكونت لدي رؤية للتعليم في العالم العربي الأهلي.
- ماذا تحدثينا عن رؤيتك هذه؟
باختصار: إن التعليم الأهلي شريك في التنمية.
- إلى أي مدى أصبحت جامعتكم منافسة؟
نحن رأس مالنا في الجامعة سمعتنا والجميل أن هناك أطراف كثيرة فيها لا تحب أن تثري ودخل الجامعة الفائض نخصصه لشراء أدوات وأجهزة للجامعة، وأنت رأيت ربما التوسع الذي نقوم به كل سنة، الآن نحن نحتفل بالسنة العاشرة على ميلاد الجامعة ولم يأخذ أحد منا من الجامعة ريالا واحدا.
- من أنتم؟
أنا بالشراكة مع بعض الشركاء من الأهل والأصدقاء الأكاديميين.
- إلى أي مدى ساهم انتماؤك لعائلة ميسورة في نجاحك؟
أنا من عائلة متوسطة، والدي اشتغل بالتجارة، وشقيقي عمل بالسياسة، وعمليا أنا لم آخذ من اهلي ريالا واحدا، ولا أخلط بين دخلي من عملي وأملاكي الخاصة، ما استلمه من عملي هو راتب محدود لكن لي أعمال إضافية من الاستشارات والبحوث لمنظمات دولية ومحلية.
- كم راتبك؟
راتبي ثلاثمائة ألف ريال (ما يعادل 1500 دولار حاليا) من جامعة صنعاء التي أعمل فيها أستاذة غير الإشراف على طلاب وطالبات الدراسات العليا، علاوة على ما يتحقق من ريع العمل في الكثير من الجامعات كاستشارية أشارك في إعداد الدراسات والأبحاث سواء تلك التابعة لمنظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الدولية المهتمة بقضايا المرأة، وهذا أعتبره دخلا إضافيا، وبالنسبة لمال الجامعة (جامعة أروى) حتى الآن غير مسموح لنا نأخذ منها شيئا.
- ما السبب؟
السبب اننا نخطط لبناء مؤسسة علمية متميزة تبحث عن العلم بعيدا عن الربحية ويكون مستواها لائقا باسمها.
- ما يجبرك على العمل في جامعة دون مقابل؟
اعتبر هذه رسالتي، وفي النهاية إذا صلحت الجامعة فهي مشروعي الذي أفنيت عمري من أجل بنائه بطريقة محترمة، وهنا يكفيني هذا عن المال، مشروع يقدم رسالة إنسانية جليلة تتمثل في إعداد وتأهيل الطلاب، ولا أخفي عليك عندي عدد كبير من الطلاب الأيتام وغيرهم من المعوزين تتبناهم الجامعة.
- لماذا سميت الجامعة أروى؟
أروى تيمنا بأروى بنت احمد الصليحي الشخصية اليمنية التاريخية المعروفة.
- كم عدد طلاب الجامعة ومخرجاتها في العام وأهم تخصصاتها؟
حوالي ألفي طالب.
- ماذا عن الرسوم؟
نحن نقدم أقل رسوم من الجامعات الأخرى، ولسنا مثل بعض الجامعات التي تعتمد على المساعدات في تمويلها، نحن جامعة مستقلة لا نأخذ دعم من أحد.
- وماذا عن الاعتماد لشهادة جامعتكم؟
هي شهادة معتمدة في الداخل والخارج، لدينا علاقات جيدة مع اليونسكو، علاقات كثيرة بدول الخليج، مع أنني لا أخفيك أن لدينا مشكلة ربما مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ممن لا يعترفون إلا بشهادة جامعة العلوم والتكنولوجيا ربما لكونها جامعة ذات طابع ديني، بينما نحن جامعة مستقلة ليست تابعة لأية جهة، وأظن أن المفروض في التعليم الجامعي أن يكون مستقلا، لهذا السبب ربما كثير ما تواجهنا مشاكل تتعلق بمسألة الاعتماد خصوصا من قبل الأشقاء في المملكة اللذين نتمنى أن يتفهموا ويعيدوا النظر في هذه المسألة وذلك باعتبار أن معظم طلابنا هم من اليمنيين الذين يعمل آباؤهم في المملكة.
- هل من رياضات تمارسينها؟
(تستغرب).. الرياضات! العب الطاولة والطائرة.
- أهم هدية حصلت عليها وأثرت في نفسك؟
يمكن هي الهدية التي أهدتها لي طفلة معاقة زرتها في مستشفى جبلة بتعز، وهي عبارة عن باقة من الورود فيها صورتي، ولم تكن تتوقع زيارتي لها، هذه هي الهدية التي احتفظ بها حتى الآن وتعتبر من أهم الهدايا التي أثرت على نفسيتي بما حملته من مدلولات.
- اهم ذكرى عزيزة بالنسبة لك؟
الذكريات العزيزة كثيرة، والذكرى الأعز على نفسي هي لحظة التوقيع على وحدة التراب اليمنية.. هذه كانت أهم لحظة وذكرى عزيزة على النفس، كنا ننتظرها في البيت كأننا من يتولى مراسم التوقيع... فعلا أنها أهم ذكري عزيزة في حياتي.
- ماذا عن مشاريعك الجديدة؟
-ما زال لدي الكثير من المشاريع بالطبع، وشعاري دائما "ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"، لهذا تجدني مازلت أعمل حساب للحياة بأنها ستعاكسني لا أريد أن افعل كما فعل فريق الأرجنتين الذي دخل في مباراة مع ألمانيا في نهائيات كأس العالم للدورة الحالية ولم يذاكر جيدا بما جعلهم يأخذون درسا قاسيا على رؤوسهم. نتمنى من الله الصحة والعافية ربما يكون مشروعي الذي أتمنى له النجاح هو بناء جامعة أروى التي رغم أننا دفعنا ثمن أرضها أربع مرات سابقة، لكن في كل مرة يظهر لنا غريم، والسؤال كيف بالمواطن البسيط العادي الذي لا يستطيع الحصول على حقه من قطعة في ظل مشكلات الأراضي التي لا حدود لها.
- كثيرا ما تكون المرأة في مجتمعات معينة مطالبة بتقديم بعض التنازلات لتحقيق النجاح. ماذا عنك؟
لم أقدم تنازلات لأحد من أي نوع كان سواء تملق او عن خوف وقد كلفني ذلك الكثير، وأتمنى من الله ألا اضطر الى أي منها، فالموت أحب الي من ذلك قبل التفكير في تقديم تنازل لأي شخص أيا كان.
- ما رؤيتك لواقع حقوق الإنسان في الوطن العربي؟
مازالت بعيد المنال بسبب عدم معرفة المجتمعات العربية بحدود وطبيعة معناها وتطبيقاته.
- ما تصورك لمعالجة الكثير من الاختلالات التي تتعلق بهذا الأمر؟
نحتاج الى التوعية بها هذا كل شيء، لكن لابد ان تتكامل هذه التوعية مع جهود الجهات المرتبطة به من قضاء وأمن وعدل.
حوار الدكتورة وهيبة فارع مع اليمامة السعودية: انا إنسانة ضعيفة ولست امرأة حديدية، الجزء الأول
حوار الدكتورة وهيبة فارع مع اليمامة السعودية: انا إنسانة ضعيفة ولست امرأة حديدية، الجزء الثاني
حوار الدكتورة وهيبة فارع مع اليمامة السعودية: انا إنسانة ضعيفة ولست امرأة حديدية، الجزء الأخير
المصدر: سبأ
حوار مع الدكتورة وهيبة فارع: أنا إنسانة ضعيفة ولست امرأة حديدية