- Home
- Media Center
University Journal
![](https://qau.edu.ye/upimages/journal/QAU2025-02-10-610034.jpg.webp)
بقلم/ مصطفى بن خالد
في عالم يعج بالتحديات والعوائق التي تواجه المرأة العربية واليمنية على وجه الخصوص، سطعت نجمة مضيئة حملت معها شعلة الأمل والتغيير.
كانت الدكتورة وهيبة فارع رمزاً لنساء اليمن، وأيقونة للعلم والقيادة والإنسانية، بعد أن كرست حياتها لخدمة وطنها وأجيال المستقبل، وتركت إرثاً خالداً يُلهم الجميع.
إرادة المرأة اليمنية في وجه التحديات
ولدت الدكتورة وهيبة فارع في بيئة مليئة بالتحديات الاجتماعية والسياسية، لكنها كانت رمزاً لإرادة المرأة اليمنية القوية التي لا تعرف المستحيل، بدأت مسيرتها التعليمية بشغف وإصرار، لتكون من أوائل النساء اللاتي تخطين القيود التقليدية.
بفضل تفوقها العلمي وحبها للتعليم، أصبحت أول وكيلة لكلية التربية، حيث عملت على دعم التعليم كركيزة أساسية لبناء المجتمع، مؤمنة بأن الاستثمار في العقول هو أعظم ما يمكن أن يُقدَّم للأوطان.
قائدة حقوقية وأمينة على قضايا الإنسان
اختارت الدكتورة وهيبة أن تكون صوتاً لمن لا صوت لهم، تولت منصب وزيرة حقوق الإنسان، لتكتب بفخر صفحة من النضال الحقوقي في اليمن. عملت بشجاعة وجرأة للتصدي للظلم والدفاع عن المظلومين، وكانت مثالاً للالتزام بالقيم والثوابت الوطنية.
في وزارة حقوق الإنسان، قادت ملفات حساسة وشائكة بروح المسؤولية والإنسانية، وساهمت في تعزيز صورة اليمن على الساحة الدولية كدولة تسعى لتحقيق العدالة والمساواة.
الألم من أجل الوطن والسعي للسلام
الدكتورة وهيبة فارع، عضو اللجنة اليمنية للسلام، لم تكن بعيدة عن هموم بلدها، بل شعرت بعمق بالألم لما آلت إليه أوضاع اليمن. تألمت بوجع لكل ما يجري من حروب ودمار وفساد نخر الشرعية اليمنية وأضعف مؤسسات الدولة.
ورغم هذه الظروف القاسية، كانت دائماً حاضرة، تكتب، تكاشف، تشارك وتسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، مؤمنة بأن السلام الشامل والعادل والمستدام هو الحل الوحيد لإنقاذ اليمن وأهله.
لقد كانت جهودها لبناء جسور الحوار والعمل على إنهاء معاناة الشعب اليمني شهادة على إيمانها العميق برسالتها الإنسانية والوطنية.
التعليم.. رسالة العمر
إلى جانب نضالها الحقوقي، كرست الدكتورة وهيبة جزءاً كبيراً من حياتها لخدمة التعليم. من خلال رئاستها لمجلس إدارة جامعة الملكة أروى، استطاعت أن ترفع مستوى التعليم العالي في اليمن.
كانت الجامعة تحت قيادتها أكثر من مجرد مؤسسة أكاديمية، بل مركزاً لصقل المواهب ودفع عجلة التقدم والتنمية. آمنت بأن التعليم هو الوسيلة الأكثر قوة لتمكين الأجيال القادمة، وخاصة النساء، من بناء مستقبل أفضل، وحرصت على دعم الطالبات وإلهامهن لتحقيق طموحاتهن.
قدوة للنساء اليمنيات
الدكتورة وهيبة فارع لم تكن مجرد أكاديمية أو وزيرة، بل كانت نموذجاً يحتذى به في الإصرار والقيادة والتفاني. استطاعت أن تكسر الحواجز الاجتماعية، وتُبرز دور المرأة اليمنية كقائدة وصاحبة رؤية في مجتمع يحتاج إلى مثل هذه النماذج.
في كل مرحلة من مراحل حياتها، كانت تمثل نبراساً للنساء اليمنيات، حيث جمعت بين العلم والعمل والقيم. لقد قدمت رسالة واضحة: يمكن للمرأة أن تكون متعلمة وقائدة ومؤثرة، دون أن تتخلى عن هويتها أو مبادئها.
إرث خالد للأجيال القادمة
رحيل الدكتورة وهيبة فارع يُعد خسارة كبيرة لليمن، لكنه في الوقت ذاته إرثاً خالداً للأجيال القادمة. فحياتها كانت مليئة بالدروس والعِبر، وهي دعوة مفتوحة لكل فتاة يمنية أن تؤمن بذاتها وقدراتها، وأن تسعى لتحقيق أحلامها رغم كل الصعوبات.
لقد أثبتت الدكتورة وهيبة أن المرأة اليمنية قادرة على أن تكون عنصراً فاعلاً في بناء الوطن، وأن العلم والعمل هما السلاحان الأقوى في مواجهة التحديات.
ختاماً.. رسالة وفاء
إن ذكرى الدكتورة وهيبة فارع لن تُنسى، وستظل نبراساً يُضيء طريق النساء اليمنيات نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
رسالتها للعالم واضحة: “المرأة ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي من تُربي النصف الآخر”.
نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يجعل إرثها حياً في عقول وقلوب من ألهمتهم وساروا على دربها. إنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر: الدكتورة وهيبة فارع.. أيقونة المرأة اليمنية في العلم والقيادة والإنسانية