- Home
- Media Center
University Journal
كثيرون منا سمعوا باسم الفيلسوف أو المنظر السياسي الإيطالي نيكولو ميكافيلي، أشهر مستشار سياسي على الإطلاق، مرة مقرونا باسم كتابه الأشهر "الأمير" الذي يقدم فيه نصيحته للحكام بكل السبل التي تمكنهم من الإمساك بالسلطة، ومرة مقرونا بمبدئه الذائع الصيت "الغاية تبرر الوسيلة" درة تاج ذلك الكتاب.
لكن يبدو أن ميكافيلي (1469-1527) فكر أيضا في الكيفية التي يمكن من خلالها أن يتعرف المواطنون على القادة العظماء القادرين على الدفاع عن الحرية والكرامة وتعزيز الازدهار في بلدانهم.
وفي كتاب جديد صادر عن جامعة برنستون الأميركية الشهيرة بعنوان "كيف نختار قادتنا.. نصيحة ميكافيلي للمواطنين" يقدم مؤلفه ماوريزيو فيرولي سيرة جديدة وصورة مغايرة تماما لما شاع وعرف عن صاحب كتاب "الأمير".
يعرفنا الكاتب في هذه السيرة بما كتبه ميكافيلي عن كيفية اختيار القادة، وهي نصائح شبيهة بما ورد في كتابه الأشهر، لكنها موجهة في الأساس إلى المواطنين وهدفها أن تجعل من المواطن العادي ناخبا واعيا.
وفي محاولة لهدم المفاهيم الشائعة عن ميكافيلي، يورد المؤلف أنه كان يؤمن بأن الجمهوريات لا يمكنها البقاء على قيد الحياة ناهيك عن الازدهار دون قيادات فاضلة وفاعلة.
ومن النصائح التي ينقلها لنا المؤلف أن ميكافيلي يعتقد جازما أن على الناخبين يختاروا القيادات التي تقدم الصالح العام على المصالح الشخصية الضيقة، والذين يعطون مكافحة الفساد الاهتمام اللازم والأسبقية على كل الواجبات الأخرى.
ويوضح المؤلف أن الطريقة المثلى للتعرف على القادة الحقيقيين هي أن ندرس بعناية أفعالهم وكلماتهم السابقة. ويقدم عبر صفحات الكتاب الرؤى الخاصة التي اكتسبها ميكافيلي من المعرفة الطويلة لواقع الحياة السياسية في عصره ودراسة الحقب التاريخية المختلفة.
وبحسب الكاتب فإنه من الصعوبة بمكان التفريق بين القادة السياسيين العظام وذوي القدرات المتوسطة، بيد أن ذلك ليس صعبا على الدوام إذا ما تم اتباع نصائح ميكافيلي.
ويوجه الكاتب نصيحة للمواطنين الراغبين في صنع معروف لبلدانهم، ويحضهم على قراءة الكتاب ومن ثم المشاركة في أي استحقاق انتخابي وفي أذهانهم نصائح ميكافيلي في هذا الخصوص.
والكاتب أستاذ للعلوم السياسية في جامعة برنستون وجامعات أميركية وإيطالية أخرى، ويعرف بأنه متخصص في سيرة ميكافللي، وقد صدر له عدد من الكتب في هذا الشأن بينها "ابتسامة نيكولو" وهو عبارة عن سيرة ذاتية لميكافيلي و"استرجاع الأمير".