- Home
- Media Center
University Journal
التربية تبدأ من لحظة الولادة ونعومة أظفار الطفل، وتمتد إلى علاقته بوالديه والأسرة والآخرين. كما تتوقف على درجة وصورة تطور نموه ونضجه، ونوع المناخ الأسري والاجتماعي المحيط به بكل تأكيد. إلى جانب ثقافة الأم وانعكاسات أسلوبها في التربية من اليوم الأول الذي ترضعه حليبها. وفي مقدور الأم وهي ترضع طفلها، أن تربيه وترضعه نفسياً بالمواقف الإيجابية أو السلبية تجاه الآخرين. وينصح خبراء التربية بعشرة نصائح مهمة، من شأنها أن «تُطبع» الطفل في الاتجاه الإيجابي السليم، وهي:
1 - الابتعاد الكامل عن كلمات التخويف والترهيب من الآخرين، واستبدالها بكلمات ومواقف من شأنها أن تشعر الطفل بالأمان والطمأنينة، سواء داخل أسرته أو من خلال علاقته بالآخرين، ومن الممكن أن تشجع الطفل على أن يتولى مثلاً توزيع قطع الحلوى على ضيوف الأسرة. أو يحمل الهدية التي ستقدمها أمه لجارتها عند الولادة، أو أن تشتري مغلفاً واحداً من الحلوى أو البسكويت، وتكلف أخيه الأكبر أن يقتسمها مع أخيه الأصغر بنفسه.
2 - الطفولة المبكرة ينقصها الكثير من الخبرة، لذلك نجد الطفل تواقاً أن يلمس ويتفحص كل شيء تقع عليه عيناه. وعادة ما يواجه ذلك بالصراخ والنهر والزجر، ولا سيما إذا تعلق الأمر بمقتنيات البيت الثمينة، أو الأجهزة الدقيقة. والتخويف هنا سيعطل حصول الطفل على الخبرات اليومية الضرورية. فمن الطبيعي أن يعبث ويلعب ويحطم ويكسر. بل ويرتكب كثيراً من الحماقات. هنا يجب على الأم أن تتعامل معه بذكاء، وأن تبعد كل ما يمكن أن يعبث به، أو تكون مصدرا للخطر عن متناول يده، ولا تدعه يطولها ويكسرها، ثم تصرخ نادبة حظها.
3 - يجب توجيه حيوية الطفل وفاعليته توجيها صحيحا، وأن نقدم له الأمثلة الحية التي توضح كيفية التصرف مع الأشياء والألعاب. فعندما يرى الطفل كيف تتعامل والدته مع نباتات الزينة أو الزهور، سينشأ على حب هذه القيمة، ولا يمنع الأب أو الأم من استثمار نشاط الطفل وحيويته في نظافة المنزل، أو السيارة، أوتنظيف ورعاية الحديقة أو الأزهار أو غير ذلك من أعمال.
4 - تشجيع كل ما ينمى إحساس الطفل بالاستقلالية، من خلال اختياره الألعاب المناسبة، والهوايات التي يحبها، وتعويده أن يخدم نفسه بنفسه في حدود الممكن، كتنظيم وترتيب غرفته وألعابه. واختيار ملابسه، وألوانها، والحفاظ على خصوصيته وأشيائه الخاصة كالملابس واللعب وفرشاة الأسنان، وأدواته المكتبية. وكيفية الاهتمام بنفسه، وبالأشياء التي تخصه.
5- لباقة التعامل في المواقف التي تستدعي ذلك. في سن الثالثة تقريباً تظهر لدى الأطفال الرغبة في التصرف باستقلالية، وأحياناً تأخذ شكل الرفض لما يقدمه الكبار، وفي أحوال كثيرة يكون هذا الرفض في صورة عناد. وأفضل طريقة للتعامل مع عناد الطفل، هو ألا نجعله يزداد تشبثا بما يريد، وأن يحاول الآباء والأمهات تجاهل مثل هذه المواقف وعدم الاهتمام بها، وأن يحاولا جذب انتباهه إلى أشياء أخرى تستهويه.
6 - أفضل طرق غرس القيم السلوكية الإيجابية لدى الطفل تتمثل في المثل والقدوة الحسنة، فما يفعلانه الأبوين من تصرفات تلقي بتأثيراتها المباشرة، وتترسخ في أعماق الطفل، الذي يتمتع بقدرة عالية على التقليد والمحاكاة. فإذا كان الوالدان يقدمان وعوداً لا طاقة لهما بتحقيقها، أو أن الأم تلجأ أحياناً إلى إنكار وجود الأب، في المنزل وتعتذر لعدم وجوده بينما الأب يجلس بين أبنائه، إنما هي مواقف يجب على الأهل تجنبها، فالأطفال يقعون فريسة التناقض بين ما يقال، وما يسمعون ويشاهدون.
7- ثبات النظرة التقييمية للمواقف الإيجابية أو السلبية، وتجنب ازدواجية المعايير. فما يراه الأبوين الآن خطأ أو محظوراً ولا يجب على الطفل تكراره، لا ينبغي أن يكون في وقت لاحق شيئاً مباحاً أو محمودا، وما يرونه صواباً وإيجابياً لا ينبغي أن يكون في مناسبة لاحقة أمراً مذموما. لأن هذا التضارب من شأنه أن يوقع الصغار في تناقض ولبس وغموض.
8 - من الطبيعي أن يتجلى المديح والإطراء والتشجيع عندما يقدم الطفل على عمل إيجابي، في مقابل المنع والحظر إن اقترف بسلوكات سلبية. ونظراً لافتقار الطفل إلى الخبرات والتجارب، فإنه لا يعرف السلوك الحسن من السيئ إلا من خلال تقييم والديه عقب كل فعل. لذا ينبغي على الوالدين إبداء التشجيع المناسب عندما يقدم الطفل على عمل إيجابي، والعكس صحيح، لكن باقتران المنع أو الحظر ببيان وتوضيح الأسباب بطريقة ولغة يستوعبها الطفل وحسب عمره ونضجه العقلي. ولا يجوز العقوبة المذلة أو المحبطة. وإنما يجب أن تقتصر على الحرمان المعنوي، وبعيدا عن أي صورة من صور العقوبة الجسدية.
9 - لا غنى عن اتباع لغة الحوار الإيجابي بين الوالدين وطفلهما، وإفساح مساحة واسعة من الوقت لسماعه، والتعرف على ما يدور في ذهنه ودواخله، وما يعتريه من انفعالات، وتساؤلات، وأن يكونا له المرجعية الأولى لتزويده بالمعارف والخبرات الحياتية الجديدة. وأن يستغلا أي موقف عابر ليكون خبرة حياتية مكتسبة للطفل، يقومان فيه بالتوضيح والشرح المبسط بقدر مستوى الطفل العقلي. ويشجعانه على سؤالهما عن أي موقف أو معلومة غامضة بالنسبة له.
10 - إذا كان للطفل أشقاء متقاربون له في السن، يحظر على الوالدين التفرقة في التعامل بينهما، وتجنب مقارنة الطفل بشقيقه أو شقيقته، لأن ذلك من شأنه أن يسبب الكراهية بينهما، ويشعر الطفل بالإهانة وانعدام الثقة في ذاته. وإذا ما أراد الأبوين أن يلفتا نظره إلى عمل إيجابي صدر من شقيقه أو شقيقته، فليكن بلغة ذكية لا يستشعر منها تلك المقارنة التي يبغضها.