- Home
- Media Center
University Journal
في أثناء انشغال العديد من المواطنين في الدول العربية فجر اليوم بالأخبار القادمة من سوريا، سجل بعض رواد وسائل التواصل ظاهرة مثيرة للانتباه في السماء بعد الفجر في مصر وعدة دول عربية، حيث ظهرت كرة حمراء كبيرة غريبة الشكل في الأفق ولعدة دقائق، ما تسبب في الرعب للبعض وربطه البعض الآخر بالأحداث القائمة.
وبحسب أوصاف المتابعون في "نادي هواة الفلك بالدلتا" في مصر والصور التي عرضوها، فإن الظاهرة بدأت كشيء أبيض يشبه النجمة لكنه أكبر قليلا، يمضي بسرعة، ثم بدأ بالانتفاخ، وتحول لونه إلى الأحمر.
وهناك احتمالات عدة لمثل هذه الظواهر، أولها أن ما حدث كان نوعا من أنواع برق الغلاف الجوي العلوي، وهذا النوع من البرق مختلف تماما عن البرق الذي نعرفه، حيث يكون عادة ملونا بألوان عدة منها اللون الظاهر في الصورة، ومنه كذلك أشكال عدة شجرية وكروية، ونحن في موسم مناسب لتكوّن هذه الأشكال.
وقود صواريخ
لكن الاحتمال الأكبر لتفسير هذه الظاهرة والذي يتفق تماما مع روايات ومقاطع الفيديو التي أوردها من سجلوا الظاهرة، هو أن ما حصل هو "سحابة وقود"، ناتجة من تجربة أو إطلاقات صاروخية ما سواء صاروخ فضائي أو عسكري (باليستي مثلا)، أو ربما اختبارات أقمار صناعية، وجميعها ينطلق لطبقات الجو العليا أو الفضاء الخارجي، وبالتالي يمكن أن يلاحظ أثره في عدة دول.
ينطلق الوقود في أثناء تفريغ خزانات الوقود، ويتحرك في البداية مثل رأس قلم رصاص لامع، لأنه يعكس ضوء الشمس التي توشك على الشروق، ومع الوقت يتمدد، وتتخلله أشعة الشمس، فيعطي ألوانا متنوعة تشبه ألوان الطيف، بشكل كروي في بعض الأحيان.
وفي علوم الطيران، يحدث في بعض الأحيان إطلاق متعمد للوقود من طائرة أو صاروخ أو مركبة فضائية، عادة لتقليل الوزن لإدارة حالات الملاحة المختلفة أو الطوارئ.
وتستخدم بعض محركات الصواريخ طريقة تُعرف باسم "تبريد الإلقاء"، حيث يتم تحريك الوقود عبر قنوات في جدران غرفة الاحتراق لامتصاص الحرارة ثم طرده في الخارج، بدلا من حرقه، تساعد هذه التقنية في منع مكونات المحرك من ارتفاع درجة الحرارة.
وفي بعض الأحيان يكون المشهد مؤثرا بشكل لافت، فمثلا في أبريل/نيسان 2019 ترك أحد صواريخ شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك سحابة تشبه الدوامة، بسبب وقود صاروخي أعلى ألاسكا، وكانت فرصة للمصورين المحترفين لالتقاط مجموعة من الصور الجميلة مع ظاهرة الشفق القطبي.
وتقوم فرق عدة من العلماء حاليا بدراسة التأثير البيئي لإلقاء الوقود، والذي يعتمد على نوع الوقود المستخدم، وغالبا ما يكون ضارا للبيئة.