- Home
- Media Center
University Journal
يتواجه المنتخبان التونسي والجزائري عصر السبت في المباراة النهائية لكأس العرب فيفا 2021 بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد نجاحهما توالياً في إقصاء المنتخبين المصري ثم القطري صاحب الأرض والجمهور.
وقد لا يظهر النهائي مفاجئاً كثيراً، فالتوقعات منذ البداية كانت تشير إلى أفضلية لعرب إفريقيا، وكان المنافس الآسيوي الأكثر ترشيحاً على الورق هو المنتخب القطري، وبشكل أقل نسبيا المنتخب السعودي.
وحظيت منتخبات مصر وتونس والجزائر والمغرب بحصة وافرة من الترشيحات لتحقيق اللقب، نتيجة المستوى المتقارب بينها، ولعبت هذه المنتخبات بشكل قوي عموماً خلال هذه البطولة، علماً أن إقصاء المغرب جاء على يد الجزائر في دور الربع بضربات الجزاء، فيما أُقصيت مصر بهدف من نيران صديقة في آخر دقيقة من مباراة نصف النهائي أمام تونس.
خبرات اللاعبين
يلعب المنتخب الجزائري في هذه الكأس دون محترفيه في أوروبا وبمدرب منتخب المحليين مجيد بوقرة وليس مدرب المنتخب الأول جمال بلماضي، لكن الكثير من العناصر تلعب كذلك مع منتخب بلماضي، خصوصاً يوسف بلايلي وياسين براهمي وبغداد بونجاح والحارس الرايس مبولحي. وحققت هذه العناصر كأس إفريقيا للأمم عام 2019 ما جعلها تلعب بانسجام.
يشرف مجيد بوقرة على المنتخب الجزائري للمحليين (من يلعبون في الدوري المحلي) منذ يونيو/ حزيران 2020، إذ أتى في ظل عدم تأهل هذا المنتخب إلى بطولة كأس إفريقيا للمحليين، لكن كان صعبا للغاية المنافسة على اللقب العربي دون الاستنجاد بمحترفين من المنتخب الأول، لذلك تشاور مع بلماضي وكان القرار الاقتصار على من يلعبون في الدوريات العربية، ليشكل هؤلاء اللاعبون الذين لا يزاولون في الدوري المحلي القوة الضاربة للمنتخب الجزائري.
الأمر ذاته ظهر عند المنتخب المغربي الذي استنجد بمحترفيه في مصر والخليج، لينضافوا إلى لاعبي الدوري المحلي الذين يشرف عليهم الحسين عموتة وحقق معهم لقب كأس إفريقيا للمحليين عامي 2018 و2020، فيما يشرف على المنتخب الأول البوسني وحيد خليلهودزيتش.
لكن ما شكل عامل قوة للجزائريين في مواجهة المغاربة في كأس العرب، أن المحترفين في الدوريات العربية لديهم دور أكبر في المنتخب الأول، وبالتالي يتوفرون على خبرات أكبر، عكس المنتخب المغربي الأول الذي يعتمد بشكل كبير على محترفي أوروبا.
قوة الدوريات المحلية
كانت تونس المنتخب الوحيد بين شمال إفريقيا الذي تواجد فيه بعض المحترفين من أوروبا، فيما ركزت مصر على لاعبي الدوري المحلي، وهو تقليد معروف في مصر التي تعتمد بشكل أساسي على لاعبي الأهلي والزمالك.
وما لعب لصالح هذين المنتخبين في الكأس، هي قوة الدوري المحلي في كل منهما، وتألق أنديتهم على الصعيد الإفريقي، فالأهلي المصري هو بطل دوري أبطال إفريقيا لآخر نسختين، ونهائي ما قبل الأخير جمع الأهلي والزمالك، فيما الترجي هو بطل النسختين السابقتين، وحدها الأندية المغربية من كانت تنافسهم نسبياً من دول شمال إفريقيا.
ولا تظهر قوة الدوريين المحليين في تونس ومصر في منتخباتهما فقط، فعدد من لاعبي المنتخبات الأخرى يزاولون فيهما، مثال ذلك عدد من لاعبي الجزائر يلعبون في الدوري التونسي، وعدد من لاعبي المغرب يلعبون في الدوري المصري.
لكن حتى الدوريات الخليجية قوية، خصوصا الدوري السعودي. الفرق أن هذا الأمر لم يستفد منه المنتخب السعودي الذي لم يتجاوز مرحلة المجموعات، ويعود ذلك بشكل كبير لعدم تجانس المجموعة التي تشكل منتخبا رديفا بغياب كبير للاعبي المنتخب الأول الذي يتجه نحو التأهل لكأس العالم، كما أنها كانت المرة الأولى التي يقود فيها الفرنسي لوران بونادي هذه المجموعة، وهو مساعد أول لمدرب المنتخب الأول، هيرفي رونار.
الاعتماد على مدربي المنتخب الأول
عكس المغرب والجزائر، حضرت تونس ومصر بمنتخبين يشرف عليهما مدربا المنتخبين الأولين، البرتغالي كارلوس كيروش بالنسبة لمصر، والتونسي منذر الكبير. المدربان كانا يبحثان عن تثبيت أقدامهما بعد تمكنهما من تحقيق التأهل بصعوبة إلى الدور الأخير من إقصائيات كأس العالم، وتحديدا منذر الكبير، الذي يتعرض لضغط كبير بسبب النتائج المتواضعة أمام فرق أقل شأناً من المنتخب التونسي.
ولم يكن المنتخب التونسي مقنعا في الدور الأول، لكن منذر الكبير تدارك الأمر في دور خروج المغلوب، وكانت طريقته في إدارة مباراة النصف تحديدا أمام مصر سبباً رئيسياً في الفوز، وليس بالضرورة الهدف العكسي، إذ كان المنتخب التونسي الطرف الأكثر استحواذا على الكرة والأكثر خلقاً للفرص على المرمى في مواجهة مصر.
المنتخب القطري.. الاستثناء بين عرب آسيا
لعب "العنابي" بصفوف مكتملة في هذه البطولة بنجوم الفريق المعروفين كأكرم عفيف والمعز حسن وبوعلام خوخي وغيرهم، وكان مرشحا لتحقيق اللقب. وما كان يلعب لصالحهم هي الخبرات التي راكمها المنتخب المتوج بكأس آسيا والذي لعب في كأس أمريكا الجنوبية وشارك في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم.
كذلك كان هذا المنتخب مرشحا بفضل سياسة تطوير الكرة في قطر، خصوصا تكوين اللاعبين والاستعانة بذوي الأصول الأجنبية، والمنافسة القوية لفرق قطر في البطولات القارية.
لكن كذلك تبين أن المنتخب القطري لم يقدم في البطولة المستوى ذاته الذي أظهره في كأس آسيا، ورغم تحقيقه العلامة الكاملة في دور المجموعات إلا أنه كان ينتصر بصعوبة أو في الدقائق الأخيرة، وهو ما أرجعه مراقبون إلى العياء بسبب كثرة المباريات وكذلك إلى مشاكل باتت تواجه المدرب فيليكس سانشيز الذي بات يخسر كثيرا معركة وسط الميدان، وغياب الانضباط التكتيكي.