- Home
- Media Center
University Journal
ها هي نزلات البرد التقليدية تعود لتطل برأسها من جديد، مستغلة تخفيف قيود الإغلاق وعودة مستويات الاختلاط الاجتماعي إلى ما كانت عليه قبل تفشي الوباء، مصطحبة معها سلسلة طويلة من الأفكار الخاطئة والعلاجات المزعومة.
وتصدّر موقع "تيك توك" (TikTok) -الذي يتمتع بتاريخ طويل من جنون تجارب الأطعمة التي يُحتمل أن تكون خطرة- الترند هذه المرة بنشر مقاطع فيديو على نطاق واسع، تروج لحشو الثوم في فتحات الأنف، لتخفيف الاحتقان الناجم عن نزلات البرد. وهي الفكرة التي وصفها أطباء متخصصون لموقع "إنسايدر" (Insider)، بأنها "مروعة، ويمكن أن تسبب التهابا خطيرا".
وهو ما أكده أيضا، خبيران معتمدان استعان بهما موقع "ذا كونفرزيشن" (The Conversation) البريطاني، لتفنيد هذه الفكرة التي حصدت أكثر من 88 مليون مشاهدة حتى الآن، بالإضافة إلى بعض المعتقدات الأخرى الشائعة، للمساعدة في التعامل مع نزلات البرد بشكل صحيح.
نزلة البرد
نزلة البرد هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتؤثر بشكل أساسي على الأنف، كما يمكن أن تصيب الجيوب الأنفية والحنجرة. وهي تختلف عن الإنفلونزا من حيث الأعراض. فأعراض الإنفلونزا أكثر حدة وتجعلنا نشعر بالمرض لعدة أيام وربما أسابيع، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، بينما لا تستغرق نزلة البرد بضعة أيام قليلة.
وتعد نزلات البرد من أكثر الأمراض المعدية التي تصيب البشر بشكل متكرر في جميع أنحاء العالم، حيث يصاب الشخص البالغ من 2 إلى 3 مرات في السنة، أما الأطفال فقد تزورهم نزلات البرد من 6 إلى 8 مرات في السنة.
وفي فصول الربيع والخريف والشتاء، ينشط أكثر من 200 فيروس برد، وتغزو نزلات البرد الجسم عن طريق الأنف أو الفم، وتنتشر عن طريق التلامس اليدوي، كما يمكنها أن تنتشر في الهواء عن طريق السعال أو العطس، قبل أن تبدأ الأعراض خلال يومين أو 3 أيام، في صورة سعال واحتقان في الحلق وشعور بإعياء وآلام في الجسم.
أفكار شائعة عن نزلات البرد
دوان ميلور، وجيمس براون، الأستاذان بكلية الطب في جامعة أستون البريطانية، قاما بتفنيد مجموعة من الأفكار الشائعة عن علاجات نزلات البرد، من خلال موقع "ذا كونفرزيشن"، لتقييم مدى صحتها.
البرد
بالرغم من أن نزلات البرد تصبح أكثر انتشارا في الشتاء، فإن الإصابة بها تحدث عادة بسبب عدوى فيروس، وهو ما يجعل الاعتقاد السائد بأن برودة الجو هي سبب العدوى ليس دقيقا، فكل ما في الأمر أن أي تغير في درجة الحرارة يغير بطانة الحلق والقصبة الهوائية، مما قد يسهّل على الفيروسات إصابة الخلايا.
أما السبب الرئيسي للإصابة بنزلات البرد في الشتاء، فهو قضاء المزيد من الوقت في الأماكن المغلقة، والاقتراب من الآخرين، وتلك هي البيئة المثالية لنقل الفيروسات.
الثوم
لم يكن أحد يتوقع أن يرى الثوم الذي اشتهر كإضافة مميزة لكثير من الأطعمة، في مقاطع فيديو يشاهدها عشرات الملايين من الناس، محشوا في أنوف بعض رواد موقع "تيك توك" بزعم أنه يخفف أعراض نزلة البرد واحتقان الأنف.
ويرى بعض الأطباء أن "حشو الثوم في الأنف يمكن أن يسبب التهابا خطيرا، وتكون له عواقب وخيمة"، وفقا للدكتور ريتشارد ويندر، رئيس قسم طب الأسرة في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا. الذي يضيف أن "وضع الثوم بشكل متكرر على الجزء الداخلي من الأنف، قد يسبب النزيف، ويؤدي إلى تهيج الأنف، دون أن يعالج احتقان الجيوب الأنفية".
فيتامين "سي" (C)
تُعد فعالية فيتامين "سي" في علاج نزلات البرد، من أشهر المعتقدات لدى كثير من الناس في تعاملهم مع هذا المرض حتى أن العالم لينوس بولينغ، الحائز على جائزة نوبل، قال "إن تناول جرعات عالية من فيتامين سي يمكن أن يكون علاجا فعالا للعديد من الالتهابات الفيروسية".
لكن مرجعية "كوكرين" (Cochrane) الدولية، لتقييم الأدلة البحثية، نفت هذا بعد تأكدها أن "فيتامين (سي) لا يمنع نزلات البرد، ولكنه قد يقلل من مدتها لدى بعض الأشخاص".
الأعشاب
هناك ادعاء بأن الأعشاب تمنع -أو تسرع- الشفاء من نزلات البرد، لكن التجارب وجدت تأثيرا وقائيا صغيرا. ولم تُظهر الأدلة انخفاضا يُعتد به إحصائيا في مستويات المرض، فعلى سبيل المثال، يوصف الكركم كدواء وقائي من العدوى، ولكن لا يوجد دليل قوي على فعاليته.
حساء الدجاج
ظل حساء الدجاج يُستخدم على مر العصور لعلاج نزلات البرد، وقد يكون له بعض الفوائد في تقليل الأعراض مثل العسل، لكن من غير المحتمل أن يكون لهما تأثير كبير على منع العدوى.
فقط سيساعد الماء الموجود في الحساء على التقليل من الجفاف المصاحب للمرض، أو كمعظم المشروبات الساخنة، يمكن أن يساعد في تسكين آلام الجيوب الأنفية.
فيتامين "دي" (D) يقي من نزلات البرد
وفقا للخبراء، فإن فيتامين "دي" مرتبط بتقليل مخاطر صحية كثيرة، من أمراض القلب والسكري إلى الفيروسات. وهذا هو سر الاهتمام به، لدوره في محاربة نزلات البرد، والإنفلونزا، ومؤخرا "كوفيد-19".
وتُظهر الأبحاث أنه مهم لدعم المناعة، وله دور مهم في مكافحة الفيروسات، ولكن لأن مستوياته تنخفض في الجسم أثناء الشتاء، بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس، فمن الأفضل تناول مكملات منه خلال هذه الفترة، للمساعدة في الوقاية من عدوى نزلات البرد.
الخلاصة، أنه -وفقا للخبراء- لا توجد علاجات سحرية لنزلات البرد، لذا ينصح دكتور ويندر "أن يجرب الناس حلولا آمنة مثل مضادات الهيستامين، أو بخاخات المحلول الملحي المتاحة دون وصفة طبية".
وأفضل ما يمكن فعله هو الحصول على قسط كبير من الراحة، وشرب الكثير من السوائل لإبقاء الجسم رطبا.