- Home
- Media Center
University Journal
شهدت أولمبياد طوكيو تحطيم كثير من الأرقام القياسية، خاصة في ألعاب القوى، وهو ما دفع متابعي الرياضة إلى التساؤل عن سر هذا النجاح الكبير، والعوامل التي سمحت بتحسن أداء العديد من المشاركين في وقت قياسي رغم جائحة كورونا.
وتقول الكاتبة جوان نيسين -في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية- إن العداءة الأميركية سيدني ماكلوفلن أصبحت أول امرأة في تاريخ سباق 400 متر حواجز تحقق زمنا أقل من 52 ثانية، وذلك خلال الألعاب الأولمبية التجريبية في الولايات المتحدة في يونيو/حزيران الماضي، إذ حققت زمنا قدره 59.90 ثانية.
لذلك وصلت ماكلوفلن إلى طوكيو وهي تعد المرشحة للفوز بالذهب، إلا أنها حققت مفاجأة جديدة في مشاركتها الأولمبية الأربعاء الماضي، حين كسرت رقمها الشخصي، محققة زمنا قدره 51.46 ثانية، مما يعد تحسنا مثيرا خلال 5 أسابيع فقط.
وتضيف الكاتبة أن هناك أرقاما أخرى أيضا تم كسرها، حيث نجحت الأميركية دليلة محمد في إنهاء السباق نفسه في زمن 51.58 ثانية، لتفوز بالفضة.
وتشير الكاتبة إلى أن المسابقات التي دارت في مضمار طوكيو شهدت تحقيق نتائج مذهلة عدة، وأظهر الرياضيون سرعة غير مسبوقة في تطوير مستواهم، إذ تم تحطيم 3 أرقام قياسية مع حلول الخميس الماضي، في سباقات 400 متر حواجز، والقفز الثلاثي للنساء، وسباق 400 متر حواجز للرجال.
وتشير الكاتبة إلى أنه منذ دورة 1988، لم تشهد الألعاب الأولمبية تحطيم هذا العدد من الأرقام القياسية، وهو ما يطرح تساؤلات عما إذا كان سر هذا الأداء المذهل هو موهبة الرياضيين واجتهادهم، أو جودة العوامل الخارجية.
وترصد الكاتبة العوامل الخارجية المساعدة في النقاط التالية:
1- المضمار
هناك نظرية بدأت تحظى باهتمام كبير، مفادها أن مضمار الملعب الأولمبي في طوكيو، الذي افتتح عام 2019 وبالكاد تم استخدامه بسبب فيروس كورونا، كان له تأثير إيجابي كبير على أداء المتسابقين.
وفي هذا السياق، تؤكد مصممة هذا الملعب أندريا فالوري أنه تم استخدام أحدث التقنيات وأجود المواد في إنشاء المضمار.
2- الحرارة
قد يجد بعض الناس هذه الفرضية مستغربة، خاصة إذا كانوا يعانون من أشعة الشمس عند ممارسة الرياضة في الصيف، ولكن بالنسبة لرياضيي النخبة وعدائي المسافات المتوسطة، فإن درجات الحرارة المرتفعة ارتبطت دائما بالأداء الأفضل.
وتضيف الكاتبة أن أفضل الأوقات التي حققها العداؤون كانت دائما في أشهر الصيف، خاصة في سباقات السرعة وسباق 1500 متر ومسابقات القفز. والتفسير العلمي لهذا الأمر أن الطقس البارد يجعل الرياضي يشعر بتصلب وخشونة في عضلاته.
وتضيف الكاتبة أن ارتفاع الحرارة والرطوبة يعني أن الهواء يكون أقل مقاومة للرياضي الذي يندفع بسرعة البرق، أما الشمس في حد ذاتها فهي لا تمثل مشكلة في هذه السباقات، خاصة مع الترطيب الجيد والجلوس في الظل قبل وبعد السباق.
3- التطور التدريجي في الأوقات المحققة
تقول الكاتبة إن الرياضيين ربما يصبحون أسرع من جيل إلى آخر، بفضل تطور أساليب التدريب؛ ومن هنا تأتي مقولة إن الأرقام القياسية جُعلت لكي تتحطم.
ومن الأمثلة على ذلك أن العداء الجنوب أفريقي وايد فان نيكرك كسر في 2016 رقما قياسيا قائما منذ 1960، إذ إنه إلى حدود 1960، لم يتمكن أي رجل من قطع مسافة 400 متر في أقل من 45 ثانية، ولكن في 1968 قطع عداء هذه المسافة في أقل من 44 ثانية، ومنذ هذا التاريخ تمكن 19 رجلا من تحقيق هذا الإنجاز نفسه، وهو ما يشير إلى التحسن المستمر في أداء الرياضيين.
4- الجماهير
من النظريات الأخرى التي يتم تداولها أن غياب الحشود في مدرجات الملاعب في طوكيو أراح الرياضيين من الضغوط النفسية الهائلة، إذ إن الملعب الأولمبي في طوكيو يسمح بحضور 68 ألف متفرج، وفي غياب هؤلاء بسبب التخوف من فيروس كورونا، واجه الرياضيون توترا أقل.
5- الأحذية الرياضية
بعد فوزه بالذهب في سباق 400 متر حواجز للرجال، لم يشعر العداء النرويجي كارستن وارهولم بالكثير من السعادة، باعتبار أنه لم يكن الوحيد الذي كسر رقمه الشخصي، بل نجح في ذلك أيضا راي بنجامين الأميركي الذي فاز بميدالية فضية.
واشتكى وارهولم من الحذاء الذي يستخدمه بعض منافسيه في المسابقات، إذ إنه يحتوي على بعض المواد التي تساعد على الوثب وتسريع الخطى، وهي في الأساس صفائح ألياف الكربون والرغوة داخل كعب حذاء السباق، وهو من إنتاج شركة نايكي.
ويعتقد هذا العداء النرويجي وبعض الرياضيين الآخرين أن استخدام منافسيهم هذه الأحذية يعطيهم أفضلية غير عادلة، كما أن الجامايكي أوسين بولت الذي يعد أسرع رجل في التاريخ، عبّر هو أيضا عن شكوكه في أن هناك أحذية تساعد بعض الرياضيين على الفوز.
يشار إلى أنه في عام 2017 كانت صحيفة "سبورتس ميدسين" للطب الرياضي درست نوعا من الأحذية الرياضية التي تنتجها شركة نايكي، وهي المستخدمة في سباقات الماراثون، لتلاحظ أنها تمتاز بكفاءة تمنح العدائين أسبقية بنسبة 4%، وذلك بسبب المادة التي صُنع منها الجزء السفلي من الحذاء.
وحول هذا الأمر، قال العداء النرويجي "لا أرى سببا وجيها لوضع مواد إضافية داخل طبقات الحذاء الرياضي. إذا كنت تريد حماية قدمك يمكنك بكل بساطة وضع فرش إضافي، ولكن أن تحوله إلى لعبة ترامبولين فإن هذا أمر غير مقبول، ويفقد هذه الرياضة مصداقيتها".