- Home
- Media Center
University Journal
مع نهاية عام 2019 وفي ظل تقارير حصاد العام المختلفة، تحتل الأعمال السينمائية الأعلى إيرادا حيزا من تقارير الساحة الفنية، إذ تعكس تلك الأفلام ذائقة الجمهور ونوعية الأفلام التي يفضلها، والتي ليست بالضرورة الأفلام نفسها التي أشاد بها النقاد أو تلك التي ستتربع على عرش الجوائز الهامة مثل الأوسكار والبافتا البريطانية والغولدن غلوب.
الملاحظ هذا العام هو اكتساح ديزني وتربعها على عرش قائمة أكثر عشرة أفلام تحقيقا للإيرادات على مستوى العالم، طبقا لموقع "بوكس أوفيس موجو" (Box Office Mojo)، ليس لاحتلال أحد أفلامها المرتبة الأولى فحسب، وإنما لأن القائمة احتوت على ستة أفلام من أصل عشرة لديزني.
هزيمة "أفاتار"
أن يتصدر أحد أفلام الأبطال الخارقين -وخاصة تلك التي تحمل اسم عالم مارفل- قائمة الأفلام الأعلى ربحا لهذا العام أمر ليس بالجديد كوننا اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة لما تملكه تلك الأفلام من جماهيرية وشعبية عارمة، لكن الجديد هو أن يتربع العمل على عرش السينما في المطلق.
فعلى مدى عشر سنوات ظل فيلم "أفاتار" هو الأعلى ربحا بتاريخ السينما بجمعه إيرادات بلغت 2.743 مليار دولار، قبل أن يتخطاه هذا العام فيلم "المنتقمون: نهاية اللعبة" (Avengers: Endgame) الذي جنى إيرادات بلغت 2.798 مليار دولار من أصل ميزانية لم تتخط 356 مليون دولار.
أيهما أصدق الجمهور أم النقاد؟
مع كل ما لاقته نسخة اللايف-أكشن من فيلم "الأسد الملك" من هجوم وانتقادات إلى درجة وصفه من بعض النقاد بخيبة الأمل أو العمل المفلس، لخلو العمل من الروح الإنسانية التي تميزت بها نسخة الرسوم المتحركة الأصلية، واكتفاء صناعه بنسخ أحداث الفيلم الأول حد التطابق دون مشاعر أو إضافة أي جديد باستثناء المؤثرات البصرية، إلا أن ذلك لم يمنع العمل من تحقيق إيرادات مرتفعة تناسبت مع التوقعات العالية التي وضعها الجمهور على الفيلم قبل أن يصابوا بالإحباط.
بلغت إيرادات الفيلم 1.7 مليار دولار مما جعله يحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة أفلام ديزني الأعلى دخلا بشكل عام، ورغم أن تلك النسخة تفوقت على إيرادات نسخة التسعينيات التي جنت 968.5 مليون دولار واحتلت المرتبة 35 ضمن قائمة موقع "آي.أم.دي.بي" الفني لأفضل 250 فيلما بتاريخ السينما العالمية، فإنها على الأغلب لن تستطيع التفوق عليها فنيا، وهو ما يفسر فارق التقييم بين العملين.
"الأسد الملك" لم يكن نسخة اللايف-أكشن الوحيدة لديزني التي تضمنتها قائمة الأعلى دخلا لهذا العام، فهناك أيضا فيلم "علاء الدين" الذي جاء في المرتبة الثامنة بإيرادات 1.05 مليار دولار، ومع أن المقارنة بين النسخة الحديثة والقديمة ستأتي في صالح نسخة التسعينيات أيضا إذا نظرنا للتقييم والترشيحات والجوائز، إلا أن النقاد والجمهور أشادوا بالنسخة الحالية التي جاءت مبهرة بصريا وممتعة دراميا خاصة مع التمثيل المميز الذي تربع على عرشه النجم ويل سميث.
ضربة مزدوجة
فيلمان آخران لديزني انضما للقائمة لكنهما من فئة الرسوم المتحركة هذه المرة، الأول هو الجزء الثاني من فيلم "فروزن"، الذي لم يصدر إلا في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ونجح في أن ينطلق بسرعة الصاروخ لأعلى القائمة وتحديدا في المرتبة الثالثة بإيرادات بلغت حتى الآن 1.2 مليار دولار كونه تضمن مغامرة جديدة جمعت بين الأغاني وخفة الظل والتصاعد الدرامي المشوق، علما بأن الفيلم ما زال حتى هذه اللحظة في صالات السينما، مما يعني أن أرباحه ما زالت في زيادة مستمرة.
أما الثاني فهو الجزء الرابع من فيلم "قصة لعبة" الذي احتل المرتبة السادسة ضمن القائمة، حاصدا إيرادات بلغت 1.07 مليار دولار وإن كانت ميزانيته لم تتخط 200 مليون دولار. وقد حاز الفيلم على استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، مشيدين بحبكة العمل التي جاءت ثرية وممتعة، إذ جمعت بين المغامرة والعاطفة وجاءت خاتمة مثالية لسلسلة طالما تعلق بها الصغار والكبار.
الأبطال الخارقون يسيطرون
في المرتبة الرابعة يأتي فيلم آخر للأبطال الخارقين وهو "سبايدرمان: بعيدا عن الوطن" لمارفل، الجزء الثاني لفيلم "الرجل العنكبوت: العودة للوطن" الذي صدر في 2017 وحقق نجاحا ملحوظا وإيرادات مرتفعة، قبل أن يأتي الجزء الثاني ليتفوق على الأول سواء من جهة التقييم الفني، إذ وصفه النقاد بالعمل المذهل الذي عرف كيف يجمع بين الرومانسية وعالم الحركة والأبطال الخارقين، أو حتى الإيرادات حيث جنى العمل 1.131 مليار دولار، مما جعله أول فيلم عن الرجل العنكبوت، تتخطى إيراداته حاجز المليار.
أما المرتبة الخامسة فجاءت مناصفة بين مارفل وديزني وفيلم الفانتازيا والخيال العلمي "كابتن مارفل" الذي بلغت إيراداته 1.128 مليار، وإن كان النقاد منحوه تقييمات متوسطة تراوحت بين الإيجابي والسلبي.
جوكر
على الصعيد الدرامي يتربع فيلم "جوكر" على رأس هذه القائمة، فهو ورغم أن البعض قد يصنفونه بفيلم أبطال خارقين لتمحور قصته حول شخصية "جوكر"، فإن كل من شاهده وجده عملا دراميا بامتياز وإن قدم في إطار يجمع بين الإثارة النفسية والجريمة.
يأتي الفيلم في المرتبة السابعة بإيرادات 1.06 مليار دولار، إلا أن ميزانيته التي تراوحت بين 55 و70 مليون دولار، على عكس بقية الأفلام ذات الميزانيات المرتفعة جعلت نسبته من الربح تتفوق عليها، حتى إنه أصبح أول فيلم مصنف للكبار فقط يتخطى حاجز المليار دولار.
لم يتوقف نجاح الفيلم عند المادة، وإنما تألق فنيا كذلك حتى إنه سرعان ما احتل المرتبة 24 ضمن قائمة موقع "آي.أم.دي.بي"، كذلك ترشح لأربع جوائز هامة بالغولدن غلوب، مع توقعات بالترشح لمثلها في الأوسكار.