- Home
- Media Center
University Journal

الخرافة في اللغة: أحاديث باطلة واعتقادات واهية، وهي أيضًا الاعتقاد القائم على مجرد تخيّلات مستندة إلى الجهل، دون وجود دليل منطقي عليها، مبني على العلم والمعرفة. وقد ترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، إذ إنّها عادة ما تمثل إرثًا شعبيًّا تتناقله الأجيال المختلفة.
ويقال إن خرافة كان رجلًا صالحًا من بني عذرة، أسرته الجنّ في الجاهلية، فمكث فيهم طويلًا، ثم ردّوه إلى الإنس فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من أعاجيب، فقال الناس «حديث خرافة». ولا يوجد مجتمع أو ثقافة شعبية أو بلد، ليس لديه شكل من أشكال الاعتقاد الخرافي الذي يؤمن به؛ وبالرغم من انتشار التعليم والثقافة، اللذين يمكنهما دحض أي معتقد خرافي، إلا أنه لا يزال هناك من يؤمن بالخرافات، سواء في المناطق الحضرية، أو المناطق الريفية النائية.
وبعض هذه الخرافات قد تكون مضحكة أو مسلية باعتبارها موروثًا شعبيًّا، وبعضها قد ينم عن جهلٍ خطير. السطور التالية تستعرض معكم بعض أشهر الخرافات المصدّقة حول العالم.
اقرأ أيضًا: الخفاش ليس أعمى والفأر لا يحب الجبنة.. 6 خرافات شائعة عن الحيوانات
اليابان: لعنة الكولونيل كنتاكي!
يؤمن مشجعو فريق كرة البيسبول الياباني «هانشين تايجرز»، بأنّ شبح الكولونيل ساندرز مؤسس سلسلة مطاعم كنتاكي الشهيرة، قد قام بإلقاء لعنة على الفريق، تمنعه من الفوز، وذلك بعدما قذف مشجعو الفريق تمثال الكولونيل من فوق جسر إبيسو، الواقع على نهر ديتونبوري في أوساكا، في إشارة لنجم الفريق الأمريكي الذي قاد الفريق إلى الفوز، راندي باص، عشية فوز الفريق ببطولة اليابان عام 1985.
وكان الفريق قد مُني بهزائم متتالية على مدار 18 عامًا من بعد هذه الليلة؛ مما جعل المشجعين يعتقدون أن غضب الكولونيل قد حلّ عليهم، وأنه السبب في إلحاق الهزائم بفريقهم.
وفي عام 2009، استطاع الغوّاصون العثور على بقايا التمثال وانتشاله، غير أن نظارة الكولونيل الشهيرة ويده اليسرى، لا زالتا مفقودتين، مما يعني -بحسب مشجعي الفريق- أن اللعنة ستظل قائمة حتى يتم العثور على باقي تمثال الكولونيل.
اقرأ أيضًا: «المديرون يمسحون أحذية الموظفين» 5 خُرافات تروج دائمًا عن «كوكب» اليابان!
الهند: مبروك.. أنت حامل بكلب!
في بعض القرى النائية في شمال الهند، تسري خرافة تقول إنه إذا عضّ كلب أحد الأشخاص، فإن هذا الشخص سواء كان ذكرًا أم أنثى، يُصبح حاملًا بـ«جرو» صغير! إذ تُعرف هذه الخرافة الشائعة باسم «Puppy Pregnancy Syndrome»، ويعتقد المصابون بها أن الكلب الذي اعتدى عليهم قد خصّبهم، وأنهم سيضعون مولودًا جروًا، بعد اكتمال فترة الحمل.
ويلجأ معظم المصابين بـ«عضّ الكلاب» في هذه القرى، إلى السحرة والمشعوذين، الذين يقومون بإلقاء بعض التعاويذ الشفهية عليهم، من أجل تحويل مسار جنين الكلب إلى الجهاز الهضمي، ومن ثم الخروج مع الفضلات دون أن يشعر به المريض.
وبالرغم من محاولات العديد من الأطباء النفسيين معالجة هذه الهيستريا التي تصيب الآلاف، إلا أنّ قلة التعليم في هذه القرى يمنع ذلك، إذ يرفض المصابون التصديق في أي شيء آخر، سوى أنهم يحملون في أحشائهم جراءً صغيرة.
الصين: شبح الأخ الأكبر.. سيعود لينتقم!
يؤمن بعض الصينيين أنه لا يجوز أن يتزوج الأخ الأصغر قبل أخيه الكبير؛ لذا إذا توفي الأخ الأكبر دون زواج، تقوم عائلته بإقامة حفل زفاف له، وعقد قران شبحه الآتي من العالم الآخر، على إحدى الجثث، وذلك قبل الشروع في تزويج الأخ الأصغر.
إذ يؤمن الصينيون أن تزويج شبح الأخ الأكبر سيهدّئ من روعه، وسيحمي الأخ الأصغر من أي لعنة أو سوء قد يحلّ به، من جراء غضب شبح الأخ الأكبر، الذي مات دون زواج!
زواج الأشباح في الصين– مصدر الصورة: ancient-origins.net
الأرجنتين: الطفل السابع.. مستذئب!
تقول أسطورة «لوبيزون» المحليّة الشائعة في كلٍّ من الأرجنتين والبرازيل وأورجواي: إن «لوبيزون» الطفل السابع لـ«تاو» و«كيرانا» المعاقبين بلعنةٍ أبدية، ناله نصيب من لعنة أبويه وتحوّل إلى مستذئب، يعيش في المقابر ويتغذى على الجيف، ويرافقه الموت أينما سار أو حل.
وعرجًا على هذه الأسطورة، شاع في الأرجنتين، خرافة تقول إن هذه اللعنة تحلّ على أي طفل يكون ترتيبه السابع بين إخوته، فيتحول إلى مستذئب في أول يوم جمعة بعد عيد ميلاه الثالث عشر؛ ممّا دفع النساء إلى إجهاض حملهنَّ السابع أو وأد الأطفال بعد ولادتهم، خوفًا من تحوّلهم لمستذئبين؛ مما دفع الرئيس الأرجنتيني إلى تبنّي أي طفل يكون ترتيبه السابع بين إخوته، لإبطال مفعول هذه اللعنة.
لكنّ الحقيقة أن تقليد تبني الرئيس للطفل السابع في الأسر الأرجنتينية، يعود إلى عام 1907، عندما طلب زوجان روسيان مهاجران من الرئيس الأرجنتيني آنذاك، أن يتبنّى طفلهما السابع، كما كان الحال في روسيا القيصرية؛ الأمر الذي تحوّل في ما بعد إلى تقليدٍ رسمي، لا يزال حتى يومنا هذا، ولا علاقة له بحماية الأطفال من التحول لمستذئبين كما تقول الخرافة.
بريطانيا: ستسقط المملكة إذا طارت الغربان الستّة!
تقول هذه الخرافة: إن انهيار المملكة وسقوط التاج البريطاني مرهون ببقاء ستّة من الغربان السود الموجودة في برج لندن، وتعود أصل هذه الحكاية إلى عام 1666، عندما وقع حريق لندن الكبير، وقام المواطنون، بقتل الكثير من الغربان والحيوانات الأخرى، ليقتاتوا عليها ويظلّوا على قيد الحياة، الأمر الذي لم يرق لأحد مستشاري الملك تشارلز الثاني؛ فادّعى أن قتل الغربان فألٌ سيّئ، وأنّ قتل آخر غراب سيتسبب في انهيار حكمه، فخاف الملك، وأمر بإحضار ستة غربان، وقص ريشها كي لا تتمكَّن من الطيران، وحبسها في برج لندن، من أجل حماية بقاء المملكة.
وتُعدّ غربان برج لندن، واحدة من أشهر الغربان في العالم ويزورها السائحون من أجل التقاط الصور برفقتها، وفي الماضي، كان يتم تأخير نبأ وفاة أحدها؛ خوفًا من انتشار شائعات باقتراب نهاية المملكة وسقوط التاج البريطاني.
ومنذ وُضِع الغربان في البرج، حرص كل الملوك على الحفاظ عليها، وعلى تعشيشها، وشاعت هذه الأسطورة لدرجة أن الطائرات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية، غارت على برج لندن، من أجل قتل آخر غراب متبق، وذلك من أجل إضعاف الروح المعنوية لبريطانيا وجنودها الذين يؤمنون في هذه الخرافة.
وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن سيد الغربان ببرج لندن، عن وفاة «مونين» أقدم الغربان الحامية للمملكة، عن عمر 22 عامًا، بعدما أنجز مهامه في حماية المملكة والتاج البريطاني، مخلفًا من بعده سبعة غرابين أخرى: ستة من أجل الوفاء بمتطلبات الخرافة، وغراب آخر احتياطي.