- الرئيسية
- عن الجامعة
كلمة رئيس الجامعة
كلمة رئيس الجامعة
كلمة رئيس الجامعة
أ.د/محمد أحمد الخياط
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربي العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
أتوجه في كلمتي هذه، بالشكر الجزيل لكل منتسبي الجامعة، من أساتذة وموظفين وطلبة، وأخص بالشكر من قام على إعداد وتجهيز دليل الجامعة، وعلى رأسهم الدكتور هزاع الحميدي.
الدليل، إن هذه الكلمة غاية في التعقيد والأهمية، وللدليل أهمية ثلاثية، فهو هام في ذاته، وهام في وظيفته، وهام في أهدافه. ولو عدنا بالكلمة (دليل) إلى التاريخ، لوجدنا أن الدليل (الرجل الذي يقوم بالإرشاد)، له مكانة خاصة بين قومه، فهو الذي يهديهم إلى الطريق الصحيح الموصل للغاية، ويكفينا هنا الاستشهاد بهجرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو من هو، قد استخدم الدليل في هجرته. وعموماً فإن كل شيء وكل عمل يحتاج إلى دليل، يوضح ويسهل على المرء ما ينوي القيام به، وأن كل منتج يحتاج إلى دليل، حتى يقوم بوظيفته على الوجه الأكمل، وألا يصاب بالعطب؛ فالدواء مثلاً، لا يمكن أن يستخدم جزافاً، بل لابد له من دليل، يوضح كيفية استخدامه، وكذلك الأدوات والأجهزة، لابد لها من دليل مرفق، يوضح كيفية عملها وحسن استخدامها.. وإلخ. وأن عدم وجود الدليل المرفق، يؤدي إلى خسائر جمّه، أعلاها حياة الإنسان.
ولا ينبغي اقتران الدليل بعدم الوضوح أو بعدم الإلمام بالشيء، أو بجهل الإنسان بما هو مقدم عليه، بل إن السعة والعظمة والتعقيد وتعدد الأدوار والوظائف لأي شيء، أو أية مؤسسة، يجعل من الدليل ووجوده أمراً حيوياً وملحّاً. فالجامعة، هذا المجتمع العلمي العملاق، لا يسع المرء فيه أن يدرك أو يلم بكل جنباته ووظائفه ونظمه ولوائحه وقوانينه، بسهولة ويسر، فهو يحتاج إلى دليل يعينه على استيعاب كل ذلك. وأتذكر أثناء دراستي الجامعية في مجتمع غير عربي، كنت عندما التحقت بالجامعة، أشبه بريشة في مهب الريح، لا أعلم شيء عن الجامعة، التي التحقت بها، وكان كل شيء مرعب ومخيف، لا أدري ماذا أعمل، فكان الحل هو التوجه إلى دليل الجامعة، وبالفعل كانت هذه هي الخطوة بمثل قارب النجاة الذي حقق لي ما أصبو إليه.
ونظراً لهذه الأهمية، التي يتسم بها الدليل في ذاته، فقد عمدت الجامعة على إعداد هذا الدليل، ليس هذا فحسب، بل إن كثيراً من الجامعات لا تكتفي بدليل واحد، فهناك دليل خاص بالطالب، ودليل خاص بالدراسات العليا، ودليل خاص بالنشاط العلمي، ودليل خاص بالذكاء، وغير ذلك من الأمور التي تساعد المهتم، كل في مجال اهتمامه.
وإني لأرجو أن يجد الإخوة الباحثون والأدباء والمؤرخون ضالتهم في هذا الدليل، الذي في حين أنه يساعد الطالب على فهم الجامعة وتخصصاتها وأقسامها ومعاملها ونظمها، فإن الباحث في علم الإدارة يستطيع أن يتبين، في دراسته التاريخية لإدارة الجامعة، من خلال متابعة أدلتها، ويصدق الحال على بقية الباحثين. كما يمكن للمؤرخ في تطور التعليم الجامعي، أن يعتمد كلياً أو جزئياً، إذا أراد أن يوثق تاريخية الجامعة.
وفي الأخير، لا ننسى هنا الإقرار بما بذله معدي هذا الدليل، من جهود رائعة في إعداده وإخراجه بالشكل المطلوب، فنتوجه لهم بالشكر والتقدير على ما بذلوه.. والله المستعان...