- الرئيسية
- المركز الاعلامي
صحيفة الجامعة
تاج محل ليس وحيدًا.. 5 تحف معمارية أخرى تجسد قصص حب عظيمة - صحيفة الجامعة

في عام 1631 توفيت «أرجمند بانو بجيم» زوجة الإمبراطور الهندي المسلم «شاه جهان»، وبعد وفاتها مباشرة قرر بناء تاج محل لتخليد ذكراها، وكانت أرجمند هي الزوجة الثالثة التي تزوجها الإمبراطور ، والتي كان يحبها حبًا شديدًا حتى إنه أطلق عليها اسم «ممتاز محل» والتي تعني «جوهرة القصر» باللغة الهندية، ولأنها كانت شديدة القرب منه فكانت دائمًا بجانبه في جلساته مع وزرائه وفي سفره وحتى في حملاته، وعندما ماتت قرر بناء هذا الضريح العظيم لتخليد ذكراها، وحتى هذا اليوم يذهب الآلاف من كافة أنحاء العالم إلى تاج محل لكي يمتّعوا أنظارهم بالتحفة المعمارية التي تخلد إحدى قصص الحب العظيمة.
وفي الحقيقة تاج محل ليس التحفة المعمارية الوحيدة التي تجسِّد قصة حب عظيمة، بل هناك الكثير مثل تاج محل، وفي هذا التقرير نقدم لك عزيزي القارئ مجموعة من التحف المعمارية التي جسدت قصص حب رائعة حول العالم.
1- قلعة جون بولدت.. الولايات المتحدة الأمريكية
في عيد الحب عام 1905، كان من المفترض أن ينتهي المليونير الأمريكي الراحل جورج بولدت من بناء القلعة التي كان يخطط لإهدائها لزوجته هديةً في عيد الحب، وبُنيت القلعة على مساحة خمسة فدادين في جزيرة تقع في نهر اللورنس في الولايات المتحدة، وصممت هذه القلعة بشكل معماري بديع يحاكي شكل القلاع في القرون الوسطى، ولكن كالعادة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، توفيت زوجة جورج بولدت قبل أن يهديها هذه القلعة.
وبعد أن توفيت زوجة جورج بولدت، طلب من العاملين في بناء القلعة أن يتوقفوا، ولم يذهب إلى هذه القلعة طوال حياته، فهو لم يكن يتخيل كيف تكون الحياة في المكان الذي بناه خصيصًا لكي يخلد قصة حبه لزوجته. ومنذ عام 1904 حتى عام 1997 ظلت القلعة مكانًا مهجورًا لا يزوره إلا الرياح والمطر والثلج، ولكن في عام 1997 قررت الحكومة الأمريكية إعادة تجميل وترميم هذه القلعة، وعلى مدار سنوات صرفت الحكومة ملايين الدولارات حتى تصبح القلعة بهذا الجمال التي هي عليه الآن. وتتكون القلعة من 130 حجرة، ومرسى لليخوت، وحديقة خضراء كبيرة. ولأن هذه القلعة هي رمز الحب؛ كل عام يتوافد آلاف الأزواج والمحبون إلى هذه الجزيرة لكي يحتفلون بزفافهم ويعقدوا قرانهم فيها، ولذلك يطلق على هذه القلعة لقب «قلعة الحب» في الولايات المتحدة الأمريكية.
2- قلعة دوبرويد.. قلعة الحب والمأساة
منذ أكثر من قرن ونصف، وقع «جون فيلدن» في حب فتاة فقيرة تعمل في النسج والحياكة، وكان جون ينتمي إلى إحدى العائلات الإنجليزية الغنية التي امتلكت إمبراطورية صناعية كبيرة، وعندما تقدم فيلدن إلى هذه الفتاة بطلب للزواج، وافقت ولكنها اشترطت عليه أن يبني لها قلعة صغيرة فوق إحدى الهضاب لكي تخلص قصة حبهما، وفي عام 1857 تزوج الحبيبان قبل اكتمال القلعة، التي اكتمل بناؤها في 1869، وتكلفة تلك القطعة كانت تقريبًا 72 ألف جنيه إسترليني، وتحتوي على 66 غرفة وإسطبل به 17 حصانًا وبرج وقاعة كبيرة للعشاء، وتقع قلعة دوبرويد الإنجليزية في بريطانيا بالطبع.
وكان جون فيلدن مولع بسويسرا، فبعد زواجه بأعوام قليلة أرسل زوجته إلى سويسرا لكي تتعلم فنون الإتيكيت وتحسن من تعليمها حتى تتوافق شخصيتها مع حياتها الجديدة، لأنها انتقلت من المجتمع الفقير إلى مجتمع الأغنياء. ولكن لم تستمر قصة الحب كثيرًا؛ لقد ماتت زوجته بعد سفرها بفترة ليست بطويلة، وعلى الرغم من أن جون فيلدن استطاع أن يمضي قدمًا في حياته ويتزوج مرة أخرى؛ إلا أن التراجيديا كان لها مكان في حياته، لأنه تعرض لحادث أليم إثر سقوطه من فوق حصان ليقضي بقية حياته مشلولًا لا يستطيع المشي.
3- براسات هين فيماي.. الروح المُحبة لا تموت
تم بناء هذا المعبد في القرن الـ11 في مدينة ناي موانج في تايلاند، وهو من أهم المواقع التاريخية والمزارات السياحية التي يفد إليها السياح بشكل كبير. وخلف هذا المعبد توجد قصة حب أسطورية، ولا يوجد هناك تأكيد على صحة هذه الأسطورة.
لكن القصة هي أنه كان هناك أمير الشاب يدعى «بادجيت»، يسافر بحثًا عن زوجة في القرى، وفي يوم التقى بأرملة حامل أعجب بشدة بجمالها، ولكن الأمير لا يمكن أن يتزوج أرملة – طبقًا للأسطورة – ولذلك لم يتزوجها، ولكن طلب منها الزواج من ابنتها التي تحملها، وبعد 16 عامًا كبرت تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تدعى «أورابيما» ووقعت في حب الأمير «بادجيت»، ولكن لشدة جمال أورابيما، وقع في حبها الكثير من الأمراء غير بادجيت، وخطفها أحدهم ولكن بادجيت استطاع أن ينقذها. وعلى غير المتوقع لم تكلل قصة الحب هذه بالزواج، حيث إن بادجيت كما تقول الأسطورة قتل على يد أحد الأمراء الآخرين الذي كان مسحورًا بجمال أورابيما.
ولأن هذه القصة تنتمي إلى الفلسفة البوذية التي تؤمن بأن الروح لا تموت مع الجسد ولكنها تذهب إلى جسد آخر، بنت أورابيما معبدًا صغيرًا، ونحتت بداخله على الجدران شكل حبيبها بادجيت، وفي يوم جاء شاب إلى هذا المعبد، وعندما دخل ورأى صورة بادجيت منحوتة على الجدران؛ أجهش بالبكاء، إلى أن رأته أورابيما وفطنت أن روحه هي روح بادجيت، وتزوجا وعاشا معًا إلى أن أنهى الموت قصة حبهما.
4- نصب أشتون التذكاري «تاج محل الشمال»
يعرف نصب أشتون التذكاري في إنجلترا باسم «تاج محل الشمال»، ويقع على قمة تلة في حديقة ويليامسون في لانكستر. بنى المليونير اللورد أشتون هذا النصب التذكاري الذي يبلغ طوله حوالي 150 قدمًا من أجل تخليد ذكرى زوجته الثانية جيسي، التي توفيت في عام 1904.صممه السير جون بيلجر وبني باستخدام حجر بورتلاند، ويعلو المبنى قبة نحاس خضراء، وتم افتتاح المبنى بعد خمس سنوات من وفاة زوجة اللورد أشتون أي في عام 1909، ومنح اللورد هذه التحفة المعمارية للعامة، فأصبحت لاحقًا مزارًا سياحيًا، وصرحًا معماريًا يستضيف المعارض الفنية والحفلات الموسيقية الرومانسية، ولأنه مكان بني لتخليد قصة حب، يذهب الكثير من الأزواج إليه لعقد قرانهم وإقامة حفلات الزفاف.
مصدر الصورة-visitnorthwest.com
5- قلعة الغموض.. المرض لا يقتل الحب
غادر الفنان المعماري «بويسه جولي» منزله وأسرته واختفى عن أصدقائه، وذلك بعد أن علم أنه مريض بمرض السل الذي لم يكن له علاج وقتها، ولأنه لم يرض أن يراه من يحبونه وهو يموت؛ رحل بويسه إلى صحراء ولاية أريزونا في الولايات المتحدة، واشترى قطعة أرض صغيرة، ثم قضى 16 عامًا في بناء قلعة صغيرة بيديه، واستخدم الرمال وبقايا الآثار ومجموعة مختلفة من المعادن الطبيعية. وقرر بويسه جولي بناء هذه القلعة من أجل ابنته الصغيرة، التي عندما كان يذهب معها إلى الشاطئ كان يبني معها قلعة صغيرة بالرمال، وكانت طفلته تبكي عندما تهدم الأمواج قلعتها الصغيرة، وفي يوم طلبت منه أن يبني لها قلعة رملية كبيرة لا يهدمها الموج وتستطيع أن تعيش فيها للأبد.
وفي عام 1945 مات بويسه جولي بعد أن انتهى من قلعته، وكأن الموت كان ينتظره أن ينتهي، ولكن لم يستطيع بويسه جولي أن يتواصل مع زوجته وابنته، وبعد فترة قصيرة عرفت طفلته ميراثها، ولكن كانت قد أصبحت بالغة، ثم انتقلت للعيش فيها، وكانت القلعة هي مصدر رزقها الوحيد، فقد كان يأتي إليها الزوار من جميع أنحاء العالم ليشاهدوا التحفة المعمارية التي بنيت من أدوات بسيطة لتخلد واحدة من أعظم القصص الحب التي جسدتها التحف المعمارية، وماتت ابنة بوسيه جولي عام 2010، ولكن القلعة لم تمت بل ما زالت مزارًا سياحيًا حتى الآن.