- الرئيسية
- المركز الاعلامي
صحيفة الجامعة
الوجه الجديد لقوى اليمين الأميركية - صحيفة الجامعة
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016 شهدت رفوف المكتبات في الغرب عموماً سلسلة من الكتب التي تصب كلّها في محاولة «رسم» أو «قراءة» الخارطة السياسية الأميركية في هذه الفترة ما قبل الانتخابية. المثير للانتباه هو أن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة تثير قدراً كبيراً من الاهتمام لدى الأوروبيين. هنا أيضاً يشهد عدد الكتب الصادرة أخيرا على ذلك.
من الكتب التي صدرت مؤخّرا في فرنسا كتاب «الوجه الجديد لقوى اليمين الأميركية» لمؤلفته «ماري سيسيل ناف»، الباحثة في الفكر السياسي وفي علم الاجتماع المختصّة بالولايات المتحدة الأميركية.
من الملفت للانتباه أن المؤلفة تستخدم صيغة «اليمين» بصيغة الجمع للدلالة على تنوّع القيم التي تنضوي في إطاره .
وهناك دلالة أخرى هامّة لاستخدام «اليمين الأميركي» بصيغة الجمع. ذلك من خلال القول «ضمنا» ان الصورة السائدة عن الانقسام الثنائي للحياة السياسية الأميركية بين حزبين كبيرين هما «الحزب الديمقراطي» و«الحزب الجمهوري» أنما هي «صورة خادعة»، ولا تعبر عن واقع المشهد السياسي الأميركي. ذلك أنه هناك أحزاب أميركية أخرى وكذلك مرشحون أميركيون للرئاسة من خارج الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مثل المرشح «روس بيرو» في عامي 1992 و1996.
وإلى جانب «حزب الشاي»، الأكثر شهرة في إطار تيارات اليمين الجمهوري في الولايات المتحدة، ترسم المؤلفة نوعاً من الخارطة لمختلف تلك التيارات. هكذا يتم الحديث عن «اليمين الديني». وهناك «التيار ذو النزعة الليبرالية». و«تيار المحافظين الاجتماعيين». وتيار أخير هو :«أنصار البزنس».
وإذا كانت مؤلفة هذا الكتاب تبتعد عن تقديم أية توقعات فإنها تشير بالمقابل أن معطيات المشهد الانتخابي الأميركي تغيّرت باتجاه تضاؤل وزن الشرائح التي تعطى أصواتها للحزب الجمهوري بينما يزداد وزن الناخبين الشباب الذين كانوا إحدى الأوراق التي أوصلت باراك أوباما إلى قمّة السلطة.