ثورة في النشر العلمي من اليمن: مجلة جامعة الملكة أروى تعتمد أول محكّم ذكاء اصطناعي في العالم بتقنية Gemini 2.5 Pro
في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، أعلنت مجلة جامعة الملكة أروى، وهي مجلة علمية محكّمة تتخذ من اليمن مقراً لها، عن إحداث ثورة في أسس عملية مراجعة النظراء (Peer Review) عبر تبنيها الرسمي لنموذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً Gemini 2.5 Pro كمُحكّم أكاديمي أساسي. هذه الخطوة لا تضع المجلة في طليعة الابتكار العالمي فحسب، بل تقدم حلاً جذرياً لأحد أكبر تحديات النشر العلمي: عامل الوقت والجودة.
هذا المشروع الطموح لم يكن وليد صدفة، بل هو نتاج رؤية وجهد دؤوب من المهندس صدام حسين السلفي، مسؤول وضابط النشر والتطوير بالمجلة. المهندس السلفي لم يكتفِ بتقديم الفكرة، بل قاد عملية التطوير والتجربة، وتحمل المسؤولية الكاملة أمام هيئة التحرير لتصميم وتطبيق منهجية تضمن أن يتصرف الذكاء الاصطناعي بمستوى الخبير الأكاديمي، وبما يتوافق مع أرقى معايير النزاهة العلمية.
"المنهجية ": تفكيك آلية التحكيم بالذكاء الاصطناعي
يكمن جوهر هذا الابتكار في "نموذج الأوامر" المفصل الذي صممه المهندس السلفي، والذي يحول Gemini 2.5 Pro من مجرد نموذج لغوي إلى محكّم علمي دقيق. تتم العملية عبر مراحل محددة بعناية فائقة:
المرحلة الأولى: إسناد دور "المحكّم الأكاديمي المتخصص"
قبل إرسال الورقة البحثية، يتم توجيه أمر واضح للنموذج: "سأقوم بإرسال مقالة بحثية إليك لتحكيمها بصفتك أكاديميًا متخصصًا...". هذا الأمر يهيئ الذكاء الاصطناعي لتبني شخصية المحكّم، مما يرفع من مستوى التحليل النقدي والالتزام بالبروتوكول الأكاديمي.
المرحلة الثانية: تحليل العنوان كبوابة للبحث
يُطلب من النموذج فحص عنوان البحث وفق مصفوفة من المعايير الدقيقة، لضمان أنه:
- سليم ودقيق: يعكس محتوى البحث بدقة وغير مكرر.
- واضح وموجز: يلتزم بالطول المثالي (10-20 كلمة) لتسهيل الفهم.
- احترافي وجذاب: يثير اهتمام القارئ مع الحفاظ على الرصانة.
- غني بالكلمات المفتاحية: مُحسَّن لمحركات البحث الأكاديمية (SEO).
- خالٍ من الأخطاء: مراجعة لغوية ونحوية كاملة.
المرحلة الثالثة: التقييم عبر مصفوفة المعايير الأكاديمية الأساسية
وهنا تكمن القوة الحقيقية للنظام، حيث يقوم Gemini 2.5 Pro بتقييم البحث بناءً على 13 معياراً أساسياً، موزعة على محاور البحث العلمي الرئيسية، بما في ذلك تقييم المقدمة، ومراجعة الأدبيات، والصرامة المنهجية، وعمق التحليل، وأصالة المساهمة العلمية.
المرحلة الرابعة: الملاحظات النوعية والقرار النهائي
بعد إتمام التحليل، يُطلب من النموذج تقديم مخرجات نوعية تتضمن ملاحظات علمية مفصلة وقراراً نهائياً واضحاً من بين ثلاثة خيارات حاسمة: مقبول للنشر، أو مقبول بعد التعديل، أو غير مقبول للنشر.
لماذا يمثل هذا الإنجاز قفزة نوعية؟
أشار المهندس السلفي إلى أن "النتائج كانت مرضية بشكل غير متوقع"، حيث أثبت النظام قدرته على تقديم تحليل نقدي متعمق يضاهي المحكمين البشر، مع تفوقه في السرعة والتغطية المنهجية الشاملة لكل جوانب البحث دون إغفال.
هذا الابتكار اليمني يقدم حلولاً مباشرة لتحديات عالمية، فهو:
- يسرّع عملية النشر العلمي: يختصر شهور الانتظار إلى أيام أو حتى ساعات.
- يعزز الموضوعية والحياد: يقلل من احتمالية التحيز الشخصي أو الأكاديمي.
- يوحد معايير الجودة: يضمن خضوع جميع الأبحاث لنفس المستوى من التدقيق المنهجي الصارم.