- الرئيسية
- المركز الاعلامي
صحيفة الجامعة
اليمنيات الرائدات - صحيفة الجامعة
الأربعاء, 15-سبتمبر-2021
بنظرة سريعة #لادوار النساء #اليمنيات قبل الحرب، لا تتسع الذاكرة لحشد كل الاسماء التي لمعت نضالا ووطنية في كل مجال علمي وبحثي وتربوي وطبي واجتماعي وسياسي واقتصادي وقانوني ومن تلك الاسماء التي لا يمكن تجاوزها على سبيل المثال وليس الحصر الاخوات العزيزات الرائدات رضية احسان راقية حميدان عايدة على سعيد فتحية محمد عبدالله نجيبة عبدالغني فوزية نعمان رمزية الارياني اسماء الباشا عزة غانم انصاف قاسم حورية المؤيد فتحية منقوش فطوم الدالي (فطوم علي احمد) نعمة معجم. نعمة رسام . فاطمة ابوبكر اسمهان العلس رشيدة الهمداني تهاني الخيبة عفراء الحريري سعاد العبسي شفيقة مرشد طيبة بركات عاتكة الشامي .. ولم يتوقف نضالهن عند حدود او فواصل حزبية او مناطقية بل كان همهن هو تقدم المرأة ورقيها. وكان لقيام #الوحدة #والتعددية السياسية دورا كبيرا في هذا الزخم النسوي الذي تدفق كالسيل الى كل مصب حضاري في كل المحافظات خلال خمسين عاما ..
فقد تواجدت النساء في داخل رئة المجتمع اليمني واصبح تنفسهن من هوائه ووجدن انفسهن داخل هذه الرئة يتوافدن على المناصب القيادية والادارية والمهام التي تفخر بها اليمن بهمة عالية ، فمنهن من حمل لقب عضو مجلس رئاسة ومنهن من حملن درجة رئيس محكمة وقاضية ومنهن عضوات مجلسي الشورى والنواب ومنهن من حملن درجات وزيرات وسفيرات ومنهن وكبلات ورئيسات جامعات ومعاهد وكليات سابقات بذلك كل دول الجوار .
وبسبب انتشار التعليم خصوصا في السنوات الثلاثين الاخيرة وحصول الكثيرات على اعلى الدرجات العلمية ظهر الجيل الذي تمكن من تولي هذه المناصب عن اقتدار امثال راقية حميدان عائدة على سعيد وهيبة فارع امة العليم السوسوة هدى البان حورية مشهور خديجة الهيصمي امة الرزاق حمد ونشأت الجمعيات النسوية من تعز لصنعاء والحديدة وعدن وحضرموت ونشأ في بداية الوحدة اتحاد نساء اليمن الجامع الذي تحققت في وجوده كثير من الانجازات الهامة واصبح للمرأة لجنة وطنية نشأت بحسب المتطلبات الدولية واستنادا الى قرارات المؤتمر العالمي للمرأة واتفاقية انهاء التمييز ضد المرأة والتوجه الدولي نحو تعزيز مباديء المساواة والتمكين بين الجنسين لتاخذ المرأة اليمنية على عاتقها مراجعة ومراقبة عمل المؤسسات الحقوقية والاجتماعية والسياسية خصوصا اتحاد نساء اليمن في ضؤ الاتفاقيات الدولية وقرارات الامم المتجدة للمرأة واللجنة الاقتصادية والاجتماعية التابعة للامم المتحدة واللجنة الدولية لحقوق الانسان وقراراتها وقد تناوب على رئاستها عدد من القياديات النسائية امثال رشيدة الهمداني وشهدت البلاد ادوار في غاية الاهمية من المنظمات النسوية والتنظيمات الاجتماعية النسوية في كل المحافظات تناغما وانسجاما مع اهداف اللجنة الوطنية للمرأة.
كما لابد من الاشارة الى المناضلات المغمورات اللاتي استشهدن في الدفاع عن الثورة والجمهورية ومن اجل تحقيق الاستقلال ومنهن الشهيدة ٌ دٌعرة، ومن اجل الوحدة في سبيل المجتمع وتقدمه وفي سبيل السلام الاجتماعي وكن ضحايا الاجهزة الامنية القمعية في الشطرين التي سبقت قيام الوحدة وظهور التعددية الحزبية بتهم موالاة هذا الشطر ونظامه او ذاك الشطر ونظامه فلم تكن المرأة بمعزل عن التجاذبات السياسية فقد وجهت للبعض تهم سياسية وتم التخلص منهن بطرق غير معهودة في اليمن من انظمة ما قبل الوحدة..
والان نحن على اعتاب ولوج الجيل الرابع من الرائدات ونهاية الجيل الثالث من العمل النسوي الريادي، نرى ان على هذا الجيل الرابع من المناضلات في الداخل والخارج استلهام التجربة الانسانية السابقة لعموم النساء وهن كثيرات في الجامعات والمدارس والمؤسسات ،حتى اننا لو اخذنا تجربة واحدة على مستوى المؤسسة الواحدة من المدرسة او المصنع او الجامعة او الكلية او المستشفى او اي عمل وتدبرنا كيف تم اقتحام هذا العمل في بداياته وتدويره مع زخم الحركة النضالية للمرأة في كل وحدة اجتماعية او طبية او قانونية لوجدنا قصص من الكفاح وكثير من الجنديات المجهولات التي افرزتها الاحداث مترابطة مع حماس تلك الاجيال التي ضحت بسخاء منقطع النظير بوقتها ومالها ودمها وكان لها الفضل بوصول هذا الجيل الى ما وصل اليه ،،،
ولذلك لابد من توثيق كفاح خمسين عاما من سنوات التحرر والثورة والجمهورية واربعين عاما من نضال المرأة الوطني لنعرف اي نساء يمنيات قدن هذا التغيير خلال نصف قرن ،، ولنجعلهن قدوة في كافة المجالات التي تهم النساء ولنحفظ لهن بعدنا هذه الصورة الجميلة من العطاء للمرأة اليمنية..
ومن المهم توثيق هذا التاريخ بروح ونفس المرأة اليمنية المكافحة والمناضلة التي تحرص على ادق التفاصيل عن من سبقها من قدوات وتنشر رائحة العطر الجميل الذي فاح منهن في كل هذه السنوات من البذل، وتتأسى بصبرهن وكفاحهن وبقيمهن الجميلة..
*وزير حقوق الانسان السابق